غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : في كراهة النوم بعد الفجر والعصر : ونومك بعد الفجر والعصر أو على قفاك ورفع الرجل فوق أختها امدد ( و ) يكره ( نومك ) أيها المكلف ( بعد ) صلاة ( الفجر ) لأنها ساعة [ ص: 355 ] تقسم فيها الأرزاق فلا ينبغي النوم فيها ، فإن ابن عباس رضي الله عنهما رأى ابنا له نائما نومة الصبحة فقال له : قم أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق .

وعن بعض التابعين أن الأرض تعج من نوم العالم بعد صلاة الفجر ، وذلك لأنه وقت طلب الرزق والسعي فيه شرعا وعرفا عند العقلاء . وفي الحديث { اللهم بارك لأمتي في بكورها } .

وفي غريب أبي عبيد قال : وفي حديث عمر رضي الله عنه { إياك ونومة الغداة فإنها مبخرة مجفرة مجعرة } قال : ومعنى مبخرة تزيد في البخار وتغلظه .

ومجفرة قاطعة للنكاح .

ومجعرة ميبسة للطبيعة " .

( و ) يكره نومك أيضا بعد ( العصر ) فإنه يخاف على عقل من نام في تلك الساعة .

قال الإمام أحمد رضي الله عنه : يكره أن ينام بعد العصر يخاف على عقله .

وروى أبو يعلى في مسنده عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال { من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه } حديث ضعيف .

قال في شرح أوراد أبي داود : كلما قرب النوم من الطرفين يعني طرفي النهار قل نفعه وكثر ضرره .

التالي السابق


الخدمات العلمية