المصباح المنير في غريب الشرح الكبير

أبو العباس الفيومي - أحمد بن محمد بن علي الفيومي

صفحة جزء
والمصلى بصيغة اسم المفعول موضع الصلاة أو الدعاء والصلاة قيل أصلها في اللغة الدعاء لقوله تعالى { وصل عليهم } أي ادع لهم { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } أي دعاء ثم سمي بها هذه الأفعال المشهورة لاشتمالها على الدعاء وهل سبيله النقل حتى تكون الصلاة حقيقة شرعية في هذه الأفعال مجازا لغويا في الدعاء لأن النقل في اللغات كالنسخ في الأحكام أو يقال استعمال اللفظ في المنقول إليه مجاز راجح وفي المنقول عنه حقيقة مرجوحة فيه خلاف بين أهل الأصول وقيل الصلاة في اللغة مشتركة بين الدعاء والتعظيم والرحمة والبركة ومنه { اللهم صل على آل أبي أوفى } أي بارك عليهم أو ارحمهم وعلى هذا فلا يكون قوله { يصلون على النبي } مشتركا بين معنيين بل مفرد في معنى واحد وهو التعظيم والصلاة تجمع على صلوات والصلاة أيضا بيت يصلي فيه اليهود وهو كنيستهم والجمع صلوات أيضا قال ابن فارس ويقال إن الصلاة من صليت العود بالنار إذا لينته لأن المصلي يلين بالخشوع والصلاة في قول المنادي الصلاة جامعة منصوبة على الإغراء أي الزموا الصلاة .

التالي السابق


الخدمات العلمية