المصباح المنير في غريب الشرح الكبير

أبو العباس الفيومي - أحمد بن محمد بن علي الفيومي

صفحة جزء
وبرهم الرجل برهمة قال ابن فارس البرهمة النظر وسكون الطرف والبراهمة فيما قيل عباد الهنود وزهادهم قيل الواحد برهمن والنون تشبه التنوين لأنها تسقط في النسبة فيقال برهمي وقيل البرهمي نسبة إلى رجل من حكمائهم اسمه برهمان هو الذي مهد لهم قواعدهم التي هم عليها فإن صح ذلك فتكون النسبة على غير قياس وهم لا يجوزون على الله تعالى بعثة الأنبياء ويحرمون لحوم الحيوان ويستدلون بدليل عقلي فيقولون حيوان برئ من الذنب والعدوان فإيلامه ظلم خارج عن الحكمة وأجيب بظهور الحكمة وهو أنه استسخر للإنسان تشريفا له عليه وإكراما له كما استسخر النبات للحيوان تشريفا للحيوان عليه وأيضا فلو ترك حتى يموت حتف أنفه مع كثرة تناسله أدى إلى امتلاء الأفنية والرحاب وغالب المواضع فيتغير منه الهواء فيحصل منه الوباء ويكثر به الفناء فيجوز ذبحه تحصيلا للمصلحة وهي تقوية بدن الإنسان ودفعا لهذه المفسدة العظيمة وإذا ظهرت الحكمة انتفى القول بالظلم والعبث .

التالي السابق


الخدمات العلمية