( ح م د ) : حمدته على شجاعته وإحسانه حمدا أثنيت عليه ومن هنا كان الحمد غير الشكر لأنه يستعمل لصفة في الشخص وفيه معنى التعجب ويكون فيه معنى التعظيم للممدوح وخضوع المادح كقول المبتلى الحمد لله إذ ليس هنا شيء من نعم الدنيا ويكون في مقابلة إحسان يصل إلى الحامد وأما الشكر فلا يكون إلا في مقابلة الصنيع فلا يقال شكرته على شجاعته وقيل غير ذلك وأحمدته بالألف وجدته محمودا .
وفي الحديث {
nindex.php?page=hadith&LINKID=20155سبحانك اللهم وبحمدك } التقدير سبحانك اللهم والحمد لك ويقرب منه ما قيل في قوله تعالى {
ونحن نسبح بحمدك } أي نسبح حامدين لك أو والحمد لك وقيل التقدير وبحمدك نزهتك وأثنيت عليك فلك المنة والنعمة على ذلك وهذا معنى
[ ص: 150 ] ما حكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج قال سألت
أبا العباس محمد بن يزيد عن ذلك فقال سألت
أبا عثمان المازني عن ذلك فقال المعنى سبحانك اللهم بجميع صفاتك وبحمدك سبحتك وقال
الأخفش المعنى سبحانك اللهم وبذكرك وعلى هذا فالواو زائدة كزيادتها في ربنا ولك الحمد والمعنى بذكرك الواجب لك من التمجيد والتعظيم لأن الحمد ذكر وقال
الأزهري سبحانك اللهم وأبتدئ بحمدك وإنما قدر فعلا لأن الأصل في العمل له وتقول ربنا لك الحمد أي لك المنة والنعمة على ما ألهمتنا أو لك الذكر والثناء لأنك المستحق لذلك .
وفي ربنا لك الحمد دعاء خضوع واعتراف بالربوبية وفيه معنى الثناء والتعظيم والتوحيد وتزاد الواو فيقال ولك الحمد قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي سألت
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبا عمرو بن العلاء عن ذلك فقال كانوا إذا قال الواحد بعني يقولون وهو لك والمراد هو لك ولكن الزيادة توكيد وتقول في الدعاء وابعثه المقام المحمود بالألف واللام إن جعل الذي وعدته صفة له لأنهما معرفتان والمعرفة توصف بالمعرفة ولا يجوز أن يقال مقاما محمودا لأن النكرة لا توصف بالمعرفة ولا يجوز أن يكون على القطع لأن القطع لا يكون إلا في نعت ولا نعت هنا نعم يجوز ذلك إن قيل في الكلام حذف والتقدير هو الذي وتكون الجملة صفة للنكرة ومثله قوله تعالى {
ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا } والمعرف أولى قياسا لسلامته من المجاز وهو المحذوف المقدر في قولك هو الذي ولأن جري اللسان على عمل واحد من تعريف أو تنكير أخف من الاختلاف فإن لم يوصف بالذي جاز التعريف ومنه في الحديث يوم يبعثه الله المقام المحمود وتكون اللام للعهد وجاز التنكير لمشاكلة الفواصل أو غيره والمحمدة بفتح الميم نقيض المذمة ونص
ابن السراج وجماعة على الكسر .