المسألة الثانية : 
اختلف العلماء في 
الكفار المتأولين على قولين : فمذهب شيخ السنة ، وإليه صغى 
القاضي  في أشهر قوليهما أن الكفر يختص بالجاحد ، والمتأول ليس بكافر . 
والذي نختاره كفر من أنكر أصول الإيمان ، فمن أعظمها موقعا وأبينها منصفا ، وأوقعها موضعا القول بالقدر ، فمن أنكره فقد كفر . وقد بيناه في كتاب المقسط والمشكلين . 
المسألة الثالثة : 
اختلف علماء المالكية في تكفيرهم على قولين : فالصريح من أقوال 
 nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك  تكفيرهم ، لقد سئل عن نكاح 
القدرية  ، فقال : قد قال الله : { 
ولعبد مؤمن خير من مشرك   } . ومن قال من أصحابنا : إن ذلك أدب لهم ، وليسوا بكفار ، أو حكى في ذلك غير ما أوردناه من الأقوال ; فذلك لضعف معرفته  
[ ص: 337 ] بالأصول ، فلا يناكحوا ، ولا يصلى عليهم ، فإن خيف عليهم الضيعة دفنوا كما يدفن الكلب . 
فإن قيل : وأين يدفنون ؟ قلنا : لا يؤذى بجوارهم مسلم . وإن قدر عليهم الإمام استتابهم ، فإن تابوا وإلا قتلهم كفرا . .