صفحة جزء
المسألة الخامسة :

ما هذه الأسماء التي أضافها الله ؟ : وفي ذلك ثلاثة أقوال : الأول : أنها أسماؤه كلها التي فيها التعظيم والإكبار .

الثاني : أنها الأسماء التسعة والتسعون التي ورد فيها الحديث الصحيح : { إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة } .

الثالث : أنها الأسماء التي دلت عليها أدلة الوحدانية ، وهي سبعة تترتب على الوجود : العلم ، والقدرة ، والإرادة ، والسمع ، والبصر ، والكلام ، والحياة . تقول : القادر العالم المريد الحي المتكلم السميع البصير ، وفي ترتيبها تقريب بيناه في كتب الأصول ، وكل اسم لله فإلى هذه الأصول يرجع ، لكن الصحيح عندي أن المراد بها التسعة والتسعون التي عددها صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح .

فإن قيل : وهل إلى معرفتها سبيل ؟ [ ص: 340 ] قلنا : حلق العلماء عليها ، وساروا إليها فمن جائر وقاصد ، والقاصد في الأكثر واقف دون المرام ، والجائر ليس فيه كلام . فأما من وقف على الأمر فما عرفته إلا الإسفراييني والطوسي . إلا أن الطوسي تقلقل فيها فتزلزل عنها ، وأما الإسفراييني فأسند طريقه ووضح تحقيقه .

والذي أدلكم عليه أن تطلبوها في القرآن والسنة ، فإنها مخبوءة فيهما كما خبئت ساعة الجمعة في اليوم ، وليلة القدر في الشهر رغبة ، والكبائر في الذنوب رهبة ; لتعم العبادات اليوم بجميعه والشهر بكليته ، وليقع الاجتناب لجميع الذنوب . وكذلك أخفيت هذه الأسماء المتعددة في جملة الأسماء الكلية ، لندعوه بجميعها ، فنصيب العدد الموعود به فيها ، فأما تعديدها بالقرآن فقد وهم فيه إمامان : سفيان ، وابن شعبان ، وقد سقناه بغاية البيان ونصه :

سورة الحمد فيها خمسة أسماء : الله ، الرب ، الرحمن ، الرحيم ، مالك .

سورة البقرة فيها ثلاثون اسما : محيط ، قدير ، عليم ، حكيم ، ذو الفضل ، العظيم ، بصير ، واسع ، بديع السموات ، سميع ، التواب ، العزيز ، رءوف ، شاكر ، إله واحد ، غفور ، شديد العذاب ، قريب ، شديد العقاب ، سريع الحساب ، حليم ، خبير ، حي ، قيوم ، علي ، عظيم ، ولي ، غني ، حميد ، مولى .

سورة آل عمران فيها عشرة أسماء : عزيز ، ذو انتقام ، وهاب ، قائم بالقسط ، جامع الناس ، مالك الملك ، خير الماكرين ، شهيد ، خير الناصرين ، وكيل .

سورة النساء فيها سبعة أسماء : الرقيب ، الحسيب ، كثير العفو ، النصير ، مقيت ، جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا .

سورة المائدة فيها اسمان : علام الغيوب ، خير الرازقين .

سورة الأنعام فيه سبعة عشر اسما : فاطر ، قاهر ، شهيد ، شفيع ، خير الفاصلين ، الحق ، أسرع الحاسبين ، القادر ، فالق الحب والنوى ، فالق الإصباح ، جاعل الليل [ ص: 341 ] سكنا ، مخرج الحي من الميت ، ومخرج الميت من الحي ، سريع العقاب ، خالق كل شيء ، اللطيف ، الحكيم .

سورة الأعراف فيها أربعة أسماء : خير الحاكمين ، خير الفاتحين ، أرحم الراحمين ، خير الغافرين .

سورة براءة فيها اسم :

مخزي الكافرين .

سورة هود فيها سبعة أسماء :

أحكم الحاكمين ، حفيظ ، مجيب ، قوي ، مجيد ، ودود ، فعال لما يريد .

سورة يوسف فيها ثلاثة أسماء : المستعان ، القاهر ، الحافظ .

سورة الرعد فيها ستة أسماء : ذو مغفرة ، عالم الغيب والشهادة ، الكبير ، المتعال ، شديد المحال ، القائم على كل نفس بما كسبت .

سورة الحجر فيها اسمان : الوارث ، الخلاق .

سورة النحل فيها اسم واحد : كفيل .

سورة الكهف فيها ثلاثة أسماء : مقتدر ، ذو الرحمة ، الموئل .

سورة مريم فيها اسم واحد : وهو حفي .

سورة طه فيها اسمان : الملك ، خير وأبقى .

سورة اقترب فيها ثلاثة أسماء : الحاسب ، خير الوارثين ، الفاعل .

سورة الحج فيها اسم واحد : المكرم .

سورة المؤمنين فيها اسمان : أحسن الخالقين ، خير المنزلين .

سورة النور فيها اسمان : نور السموات والأرض ، المبين .

سورة الفرقان فيها اسم : الهادي .

سورة النمل : الكريم .

سورة الروم : محيي الموتى .

سورة سبأ فيها : الفتاح .

سورة فاطر اسم واحد : شكور .

سورة ص اسم واحد : الغفار . [ ص: 342 ]

سورة الزمر فيها اسمان : سالم ، كاف .

سورة المؤمن فيها خمسة أسماء : غافر الذنب ، وقابل التوب ، ذو الطول ، رفيع الدرجات ، ذو العرش .

سورة فصلت : ذو عقاب .

سورة الزخرف فيها : المبرم .

سورة الدخان فيها ثلاثة أسماء : المنذر ، المرسل ، المنتقم .

سورة ق : أقرب إليه من حبل الوريد .

سورة والذاريات فيها خمسة أسماء : الموسع ، الماهد ، الرزاق ، ذو القوة ، المتين .

سورة والطور فيها اسم واحد : البر .

سورة اقترب فيها اسم واحد : المليك المقتدر .

سورة الرحمن فيها اسم واحد : ذو الجلال والإكرام .

سورة الواقعة فيها ثلاثة أسماء : الخالق ، الزارع ، المنشئ .

سورة الحديد فيها أربعة أسماء : الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن .

سورة المجادلة فيها اسمان : رابع ثلاثة ، سادس خمسة .

سورة الحشر فيها ثمانية أسماء : القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن [ العزيز ] ، الجبار ، المتكبر ، البارئ ، المصور .

سورة المعارج فيها : ذو المعارج .

سورة المدثر فيها اسم واحد : أهل التقوى وأهل المغفرة .

سورة سبح فيها اسم واحد : الأعلى .

سورة القلم فيها اسم واحد : الأكرم .

سورة التوحيد فيها اسمان : أحد ، صمد .

وقد زاد بعض علمائنا فيها : شيء ، موجود ، كائن ، ثابت ، نفس ، عين ، ذات ، داع ، مستجيب ، مملي ، قائم ، متكلم ، مبق ، مغن ، غيور ، قاض ، مقدر ، فرد ، مبل ، جاعل ، موجد ، مبدع ، دارئ . [ ص: 343 ]

قال الإمام الحافظ ابن العربي : ومن هذا ما جاء على لفظه في كتاب الله وسنة رسوله ، ومنها ما أخذ من فعل ، ومنها ما جاء مضافا فذكره مجردا عن الإضافة ، وكذلك وجدناه في سائر الأسماء المتقدمة ; فهذه هي الأسماء المعدودة بصفاتها قرآنا وسنة .

وفي الحديث المطلق أسماء غير ذلك ، كقولنا : الطيب ، والسيد ، والطبيب ; وأعداد سواها .

وما منها اسم إلا جميعه مشتق ، حتى إن أهل اللغة اتفقوا عن بكرة أبيهم على أن الله مشتق .

وقد بيناه في الأمد ، فلا وجه لقولهم الفاسد المتقدم ، وقد شرحنا معنى كل اسم في الأمد على الاستيفاء ، فلينظر هنالك ; وعددناها على ما ورد في الكتاب والسنة ، وذكره الأئمة ; فانتهت إلى ستة وأربعين ومائة .

الأول : الله ; وهو اسمه الأعظم الذي يرجع إليه كل اسم ، ويضاف إلى تفسيره كل معنى ، وحقيقته المنفرد في ذاته وصفاته وأفعاله عن نظير ، فهذه حقيقة الإلهية ، ومن كان كذلك فهو الله .

الثاني : الواحد ; وهو الذي لا نظير له في صفات ولا ذات ولا أفعال .

الثالث : الكائن ; وهو الموجود قبل كل شيء وبعد كل شيء .

الرابع : القائم ، إذا ذكرته مطلقا فهو الذي يستغني عن كل شيء ، وإن ذكرته مضافا فهو قائم على كل شيء بالوجود فما وراءه .

الخامس والسادس والسابع : القيوم ، والقيام ، والقيم ، وهو الدائم القائم على شيء .

الثامن : الكافي ; من كفى إذا قام بالأمر ، أو دفع عنه ما يتوقع .

التاسع : الحق ، وهو الذي لا يتغير . [ ص: 344 ]

العاشر والحادي عشر والثاني عشر : الملك ، المالك ، المليك ، وهو الحاكم لكل شيء من غير حاجة إليه .

الثالث عشر : القدوس ، وهو المطهر عن كل نقصان .

الرابع عشر : السلام ; الذي لا يتطرق إليه عيب ، وسلم الخلق من ظلمه وغبنه ، وبه زاد عليه .

الخامس عشر : العزيز : الذي لا يغالب ; ولا يكون معه غالب .

السادس عشر : الجبار : الذي يستغني عن الأتباع ، ولا يحنو عند التعذيب ، ولا يحنق عند الغضب .

السابع عشر : المتكبر ; وهو الذي لا مقدار لشيء عنده .

الثامن عشر : العلي الذي لا مكان له .

التاسع عشر : الكبير الذي لا يتصور عليه مقدار .

الموفي عشرين : العظيم : الذي يستحيل عليه التحديد .

الحادي والعشرون : الجليل ; وهو الذي لا يليق به ما يدل على الحدوث .

الثاني والعشرون : المجيد ; هو الذي لا يساوى فيما له من صفات المدح .

الثالث والعشرون : الجميل ; هو الذي لا يشبهه شيء .

الرابع والعشرون : الحسيب ; وهو الذي يستحق الحمد على الانفراد ، ويحصي كل شيء ويقوم عليه .

الخامس والعشرون : الصمد ; الذي لا يجري في الوهم ، ولا يقصد في المطالب غيره .

السادس والعشرون : الغني ; الذي لا يحتاج إلى شيء .

السابع والعشرون : رفيع الدرجات ; لا يلحق مرتبته أحد بحال .

الثامن والعشرون : ذو الطول يقال فيه القادر والغني والمنعم .

[ ص: 345 ] التاسع والعشرون : ذو الفضل ; وهو المنعم يؤتي من يشاء .

الموفي ثلاثين : السيد : المنفرد بالكمال .

الحادي والثلاثون : الكريم ; وهو الذي تعم إرادته .

الثاني والثلاثون : الطيب : المتقدس عن الآفات .

الثالث والثلاثون : الأول ; الذي لا ابتداء له .

الرابع والثلاثون : الآخر ; الذي لا انتهاء له .

الخامس والثلاثون : الباقي ; هو الذي لا يفنى . وهو الوارث ، وهو الدائم ; وهما السادس والثلاثون والسابع والثلاثون .

الثامن والثلاثون : الظاهر ; وهو الذي يدرك بالدليل .

التاسع والثلاثون : الباطن ; وهو الذي لا يدرك بالحواس .

الموفي أربعين : اللطيف ، العالم بالخبايا ، المهتبل بالعطايا ، القادر ، والمقتدر ، والقدير ، والقوي فكمل بها أربعة وأربعون .

الخامس والأربعون : المقيت ، وهو القادر الذي لا يعجزه شيء ، المؤتي لكل شيء قوته .

السادس والأربعون : المتين ; وهو الذي لا يلحقه ضعف .

الثامن والأربعون : المحيط ، وهو الذي لا يخرج شيء عن علمه وقدرته وإرادته .

التاسع والأربعون والموفي خمسين : الواسع ، والموسع ، وهو الذي عمت قدرته وإرادته وعلمه كل شيء ، وكذلك بصره وسمعه وكلامه .

العليم ، والعالم ، والعلام ; فهذه ثلاثة وخمسون اسما .

الرابع والخمسون ، والخامس والخمسون : السميع ، وهو الذي يسمع كل موجود .

والبصير ، وهو الذي يرى كل موجود ، ويعلم المعدوم والموجود .

السادس والخمسون : الشهيد ; الحاضر مع كل موجود بالقدرة والعلم والسمع والبصر .

السابع والخمسون : الخبير : العالم بالخبايا .

الثامن والخمسون : الطبيب ; وهو العالم بالمنافع .

[ ص: 346 ] التاسع والخمسون : المحصي ، وهو الذي ضبط علمه وقدرته وإرادته كل شيء .

الموفي ستين : المقدر ، وهو الذي رتب مقادير الأشياء بحكمة متناسبة .

الحادي والستون : الرقيب : الذي لا يشغله شأن عن شأن .

الثاني والستون : القريب بالعلم الذي لا يختص بمكان .

الثالث والستون : الحي .

الرابع والستون : المريد .

الخامس والستون : الحكم ، وهو يتصرف في الدعاء فعلا ، تقول : يا من يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد ، صرفني بطاعتك ، واحكم بيني وبين من يخاصمني فيك .

السادس والستون والسابع والستون : الرحمن الرحيم : الذي يريد الخير لعباده على العموم والخصوص .

الثامن والستون : المحب ، ويتصرف فعلا قال تعالى : { يحبهم ويحبونه } . وكذلك المبغض ، فالذي يرجعان إليه إرادة الثواب والعقاب ،

وهو التاسع والستون .

الموفي سبعين : الرضا ; يتصرف فعلا ، وهو إرادة ما يكون فوق الاستحقاق .

الحادي والسبعون : السخط ، يتصرف فعلا . وهو إرادة خلاف الرضا ، كما بيناه في الكراهية في كتب الأصول .

الثاني والسبعون : الودود ، وهو الذي يفعل الخير مع من يستحقه ومع من لا يستحقه .

الثالث والسبعون : العفو ; وهو الذي يريد تسهيل الأمور .

الرابع والسبعون : الرءوف ; وهو الكثير الرحمة .

الخامس والسبعون : عدو الكافرين ، وهو البعيد بالعقاب . [ ص: 347 ]

السادس والسبعون : الولي ، وهو القريب بالثواب والنعم .

السابع والسبعون : الصبور : الذي يريد تأخير العقاب .

الثامن والسبعون : الحليم ، الذي يريد إسقاط العقاب .

التاسع والسبعون : المعز ، وهو الذي يعز أولياءه .

الموفي ثمانين : الحفي ، وهو غاية البر .

الحادي والثمانون : الولي ، وهو المحب لأوليائه .

الثاني والثمانون : خير الفاصلين : الذين يميز المختلفات بقوله .

الثالث والثمانون : المبين ، وهو الذي يعرف عباده بكلامه مراده ; وذلك لأهل السنة خاصة .

الرابع والثمانون : الصادق : من لا يوجد خبره بخلاف مخبره .

الخامس والثمانون : الهادي ; وهو الذي يعرف المراشد ، ويوفق لها .

السادس والثمانون : الرشيد بمعنى المرشد ، ويرجع إلى الهادي .

السابع والثمانون : نور السموات والأرض ، ويرجع إلى الهدى .

الثامن والثمانون : المؤمن ، يصدق نفسه وأولياءه ويخلصهم من العقاب .

التاسع والثمانون : المهيمن ، فيه كلام كثير يرجع إلى الرقيب .

الموفي تسعين : الحميد ، يثني على أوليائه ، ويثنون عليه .

الحادي والتسعون : الشكور ، وهو الذي يمدح على الفعل خاصة .

الثالث والتسعون : غيور ، وهو الذي لا يحرم سواه .

الثالث والتسعون : الحكيم ، محكم الأشياء بخلقها على نظام وتدبير .

الرابع والتسعون : التواب ، الذي يرجع بالعبد من حال المعصية إلى حال الطاعة .

الخامس والتسعون : الفتاح ، يفتح غلق العدم بالوجود ، وغلق الجهل بالعلم ، وغلق الرزق بالعطاء ; وذلك كثير . ومثله الحكم قال الله تعالى : { أفغير الله أبتغي حكما }

وهو الخامس والتسعون .

السادس والتسعون : القاضي ; وهو الذي لا يرد حكمه .

[ ص: 348 ] السابع والتسعون : الكفيل ، الملتزم لثواب عباده ورزقهم .

الثامن والتسعون : المبرم ، هو الذي إذا عقد لم يحل عقده .

التاسع والتسعون : المنذر ، هو الذي يعرف بكلامه عباده وعيده .

الموفي مائة : المدبر ، وهو الذي يعلم الانتهاء قبل الابتداء ، فيرده عليه .

الممتحن ، البالي ، المبلي ، المبتلي ، هو الذي يكلف عباده الوظائف ; ليعلم من حالهم في القبول والرد مشاهدة ما علم غيبا ، وبها تمت مائة وأربعة .

الخامس بعد المائة : الفاتن ، وهو المبتلي ; لأنه يرجع إلى الاختبار .

السادس بعد المائة : الرب ، وهو الذي ينقل الأشياء من حال إلى حال ، ويبدلهم بصفة بعد صفة في طريق النمو والإنشاء .

السابع بعد المائة : العدل ، وهو الذي تأتي أفعاله على مقتضى إرادته .

الثامن بعد المائة : الخالق ، وهو الذي يوجد بعد العدم ، ويقدر الأشياء على الأحوال .

التاسع بعد المائة : البارئ ; منشئ البرية من البرى ، وهو التراب .

العاشر بعد المائة : المصور ، وهو الذي يرتب الموجودات على صفات مختلفات وهيئات متغايرات .

الحادي عشر بعد المائة : المبدئ : وهو الذي يأتي بأوائل الأشياء من غير شيء .

الثاني عشر بعد المائة : المعيد ، وهو الذي يردها ، بعد الفناء ، كما كانت وجودا وصفة ووقتا .

الثالث عشر بعد المائة : فاطر السموات والأرض ، الذي أنشأها من غير مثال وقبل كل منشئ .

الرابع عشر بعد المائة : المحيي ، ويقابله المميت ، وهو الخامس عشر بعد المائة ، يحيي الخلق بالوجود والحركة والعلم والإيمان والهدى ، ويميتهم بذلك إلى سائر متعلقات الإحياء ، حسبما رتبناه في كتاب الأمد الأقصى .

السادس عشر بعد المائة : الجامع ، وهو تأليف المفترق .

السابع عشر بعد المائة : المعز ، وفي مقابلته المذل ، وهو الذي يرفع مقدار أوليائه ، ويحط مقدار أعدائه . [ ص: 349 ]

الثامن عشر بعد المائة : مخزي الكافرين ; والخزي هو فعل ما يستحيا منه .

التاسع عشر بعد المائة : العفو ; وهو الذي يسقط حقه بعد الوجوب .

العشرون بعد المائة : القهار ; وهو الذي يغلب العباد .

الحادي والعشرون بعد المائة : الوهاب ; وهو الذي يعطي من غير توقع عوض .

الثاني والعشرون بعد المائة : الرزاق ; وهو الذي يهب الغذاء والاكتساء من رياش ومعاش .

الثالث والعشرون بعد المائة : جواد ، وهو الكثير العطاء .

الرابع والعشرون والخامس والعشرون بعد المائة : الخافض ، الرافع ; وهو الذي يحط درجة أعدائه ، ويعلي منازل أوليائه ومقاديرهم دنيا وآخرة ; جاها ومالا ، عملا واعتقادا .

السادس والعشرون والسابع والعشرون بعد المائة : القابض ، الباسط ; وهو الذي لا يتصرف عبده ولا ينبسط إلا بقدرته ، وفي حيز مشيئته ; فإن خلق له القدرة على العموم تبسطت على ما خلقت له ، وإن خلقها على الخصوص تعلقت بما خلقت له وقدرت به .

الثامن والعشرون والتاسع والعشرون بعد المائة : المقدم ، والمؤخر ; وذلك معنى يرجع إلى الأوقات ، يخلق شيئا بعد شيء ، بحسب ما علمه وقضاه وقدره ; ليس لأحد ذلك إلا له .

الثلاثون بعد المائة : المقسط : وهو الذي تجري أحكامه على مقتضى إرادته .

الحادي والثلاثون بعد المائة : النصير ; وهو الذي يتابع آلاءه على أوليائه ، ويكف عنهم عادية أعدائه .

الثاني والثلاثون بعد المائة : الشافي ; وهو الذي يهب الصحة بعد المرض .

الثالث والثلاثون بعد المائة : مقلب القلوب ; وهو اسم عظيم ، معناه مصرفها أسرع من مر الريح على اختلاف في القبول والرد واليقين والشك ، والإرادة والكراهية ، وغير ذلك من الأوصاف .

الرابع والثلاثون والخامس والثلاثون بعد المائة : الضار ، النافع ; وهو خالق الألم [ ص: 350 ] الذي يقع به موازنة . والنفع هو كل ما لا ألم فيه ; وهو نعيم الجنة ، فأما الدنيا فلا تخلو منهما عن الاشتراك .

السادس والثلاثون بعد المائة : ذو المعارج يعني الذي يؤتي المنازل ، ويصرف الأمور على المراتب ، وينزل المأمورين على المقادير .

السابع والثلاثون بعد المائة : خير المنزلين ; المنازل لله يؤتيها محمودة لمن يحب ، ومذمومة لمن يبغض .

الثامن والثلاثون بعد المائة : خير الماكرين ، هو الذي يظهر خلاف ما يبطن .

التاسع والثلاثون بعد المائة : متم نوره ; أي يدوم ولا ينقطع ، ويظهر ولا يخفى ، في قلوب أوليائه بالإيمان ; وبين أيديهم يوم القيامة بالجواز على الصراط ، وفي الجنة بالنعيم الدائم .

الموفي أربعين بعد المائة : الوكيل ; وهو الذي يلقي إليه الخلق مقاليدهم ، فلا يقوم بها أحد غيره .

الحادي والأربعون بعد المائة : المستعان ; وهو الذي لا يطلب العون وهو خلق القدرة على الطاعة إلا منه .

الثاني والأربعون بعد المائة : المعبود ، وهو الذي لا يتذلل إلا له .

الثالث والأربعون بعد المائة : المذكور ; وهو الذي لا يجري لسان إلا به ، ولا يعمر خاطر إلا بذكره ، ولا يرى شيء إلا وهو فيه بأدلته وآثار صنعته .

الخامس والأربعون والسادس والأربعون ومائة : أهل التقوى ، وأهل المغفرة ; الذي لا يتقى سواه ، ولا يغفر الذنوب غيره المسألة السادسة : هذا منتهى ما حضر من ذكر الأسماء للتضرع والابتهال ; وقد بقي نحو من ثلاثين اسما ضمناها كتاب الأمد " ، هذه أصولها .

وأما قوله : { فادعوه بها } فهذا هو قسم العمل .

والدعاء في اللغة والحقيقة [ ص: 351 ] هو الطلب ; أي اطلبوا منه بأسمائه ، فيطلب بكل اسم ما يليق به ، تقول : يا رحيم ارحمني ، يا حكيم احكم لي ، يا رزاق ارزقني ، يا هادي اهدني . وإن دعوت باسم عام قلت : يا مالك ارحمني ، يا عزيز احكم لي ، يا لطيف ارزقني . وإن دعوت بالاسم الأعظم قلت : يا الله ، فهو متضمن لكل اسم

حسبما بيناه في كتاب الأمد ، ولا تقل يا رزاق اهدني إلا أن تريد يا رازق ارزقني الهدى ، وهكذا رتب دعاءك على اعتقادك تكن من المحسنين إن شاء الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية