[ ص: 468 ] الآية الثانية عشرة قوله تعالى { 
يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم   } . 
فيها عشر مسائل : 
المسألة الأولى : في 
سبب نزولها   : كان المشركون يقدمون للتجارة ، فنزلت هذه الآية : { 
يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس   } الآية . 
رواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير  وروى غيره أنه لما أمر بإخراج المشركين من 
مكة  شق ذلك على الناس ، فقالوا : كيف بما نصيب منهم في التجارة في الميرة ; فأنزل الله : { 
قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر   } . فأغناهم الله بالجزية . 
المسألة الثانية : { 
nindex.php?page=hadith&LINKID=33380لما نزلت الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم  nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي    : ناد في أذانك ألا يحج بعد العام مشرك   } . 
ويحتمل أن تكون التلاوة بعد الأذان ; فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يحج في العام الثاني كرمه الله وكرم دينه عن أن يخالطهم مشرك . 
وقيل : إذا امتنع دخول المشركين 
مكة  لعزة الإسلام ، فلم يبقى الناس على ما كانوا عليه من الذل والهوان ؟ المسألة الثالثة : 
قوله تعالى { إنما المشركون نجس   }   : اعلموا وفقكم الله أن النجاسة ليست بعين حسية ، وإنما هي حكم شرعي ، أمر الله بإبعادها ، كما أمر بإبعاد البدن عن الصلاة عند الحدث ، وكلاهما أمر شرعي ليس بعين حسية .  
[ ص: 469 ] وقد ذهلت الحنفية عن هذه الحقيقة ; فظنوا أن إزالة النجاسة أمر حسي ، تعم زوال العين في بعض المواضع ، وهو إذا ظهرت ، حسي . وكونها بعينها نجسة حكمي ، وبقاء المحل نجسا بعد زوال عينها حكمي . وقد حققنا ذلك في مسائل الخلاف .