صفحة جزء
الآية التاسعة عشرة قوله تعالى { وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين } .

فيها أربع مسائل : [ ص: 501 ]

المسألة الأولى : قال الله تعالى : { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله } إلى قوله : { من الذين أوتوا الكتاب } .

وقال هاهنا : { قاتلوا المشركين كافة } : يعني محيطين بهم من كل جهة وحالة ، فمنعهم ذلك من الاسترسال .

المسألة الثانية : قوله تعالى { كافة } : مصدر حال ، ووزنه فاعلة ، وهو غريب في المصادر ، كالعافية والعاقبة ، اشتق من كفة الشيء ، وهو حرفه الذي لا يبقى بعده زيادة عليه ، ومثله عامة وخاصة ، ولا يثنى شيء من ذلك ولا يجمع .

المسألة الثالثة : قال الطبري : معناه مؤتلفين غير مختلفين ، فرد ذلك إلى الاعتقاد ، ولا يمتنع أن يرجع إلى الفعل والاعتقاد .

المسألة الرابعة : قوله تعالى { واعلموا أن الله مع المتقين } : يعني بالنصر وعدا مربوطا بالتقوى ، فإنما تنصرون بأعمالكم ، وقد تقدم بيانه .

التالي السابق


الخدمات العلمية