صفحة جزء
فإن قيل : فكيف يصنع الواحد إذا قصر الجميع ؟ وهي : المسألة الخامسة : قلنا : يقال له : وأين يقعان مما أريد ؟ مكانك أيها الواحد لا يفتى ومالك لا يكفي ، والأمر لله فيما يريد من توفيق ، أو قطع للطريق ، وقد همهم الخاطر بهذه المسألة ، وزمزم اللسان بها مدة .

والذي يحدث أخبارها ، ويطفئ والله أعلم أوارها أن يعمد من رأى تقصير الخلق إلى أسير واحد فيفديه ; فإن الأغنياء لو اقتسموا فداء الأسرى ما لزم كل واحد منهم إلا أقل من درهم للرجل الواحد ، فإذا فدى الواحد فقد أدى في الواحد أكثر مما كان يلزمه في الجماعة ، ويغزو بنفسه إن قدر ، وإلا جهز غازيا .

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من جهز غازيا فقد غزا ، ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا } .

التالي السابق


الخدمات العلمية