صفحة جزء
المسألة الثالثة : في معنى تسميتها صدقة : وذلك مأخوذ من الصدق في مساواة الفعل للقول ، والاعتقاد ، حسبما تقدم في الآية قبلها .

وبناء " صدق " يرجع إلى تحقيق شيء بشيء وعضده به ، ومنه صداق المرأة ; أي تحقيق الحل وتصديقه بإيجاب المال والنكاح على وجه مشروع .

ويختلف في ذلك كله بتصريف الفعل ، يقال : صدق في القول صداقا وتصديقا ، وتصدقت بالمال تصدقا ، وأصدقت المرأة إصداقا .

وأرادوا باختلاف الفعل الدلالة على المعنى المختص به في الكل .

ومشابهة الصدق هاهنا للصدقة أن من أيقن من دينه أن البعث حق ، وأن الدار الآخرة هي المصير ، وأن هذه الدار الدانية قنطرة إلى الأخرى ، وباب إلى السوأى أو الحسنى عمل لها ، وقدم ما يجده فيها ; فإن شك فيها أو تكاسل عنها وآثر عليها بخل بماله ، واستعد لآماله ، وغفل عن مآله .

وفي كتب الذكر تحقيق ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية