صفحة جزء
المسألة الثالثة : قوله تعالى { ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم } : يعني كتب لهم ثوابه .

وكذلك قال في المجاهد : إن أرواث دوابه وأبوالها حسنات ، ورعيها حسنات ، وقد زادنا الله تعالى من فضله .

ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الغزوة بعينها : { إن بالمدينة قوما ما سلكتم [ ص: 601 ] واديا ، ولا قطعتم شعبا إلا وهم معكم ، حبسهم العذر } ; فأعطى للمعذور من الأجر ما أعطى للقوي العامل بفضله .

وقد قال بعض الناس : إنما يكون له الأجر غير مضاعف ، ويضاعف للعامل المباشر .

وهذا تحكم على الله ، وتضييق لسعة رحمته ; وقد بيناه في شرح الصحيحين .

ولذلك قد راب بعض الناس فيه ، فقال أنتم تعطون الثواب مضاعفا قطعا ، ونحن لا نقطع بالتضعيف في موضع فإنه مبني على مقدار النيات ، وهو أمر مغيب ، والذي يقطع به أن هنالك تضعيفا ، وربك أعلم بمن يستحقه ، وهذا كله وصف العاملين المجاهدين ، وحال القاعدين التائبين ، ولما ذكر المتخلفين المعتذرين بالباطل قال كعب بن مالك : ذكروا في بشر ما ذكر به أحد ، فقال : { يعتذرون إليكم إذا رجعتم } .

التالي السابق


الخدمات العلمية