صفحة جزء
الآية الموفية عشرين قوله تعالى : { وتولى عنهم وقال يا أسفا على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم } .

فيها ثلاث مسائل :

المسألة الأولى : حدث مالك عن حزن يعقوب أنه حزن سبعين ثكلى . قيل : فما أعطي ؟ قال : أجر سبعين شهيدا . قال مالك : قال يوسف لما حضرته الوفاة : ما انتقمت لنفسي من شيء أتى إلي ، فذلك زادي اليوم من الدنيا ، وإن عملي لاحق بعمل آبائي ، فألحقوا قبري بقبورهم . قال علماؤنا : يريد مالك بالكلام الثاني قول يوسف لإخوته : { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين } أي : لا تبكيت ولا مؤاخذة لكم بما فعلتم ; لأن شفاء الغيظ والجزاء بالذنب في الدنيا من عمل الدنيا لا حظ له في الآخرة ، وذلك قول يوسف : ما انتقمت لنفسي من شيء أتى إلي ، فذلك زادي اليوم من الدنيا ، وإن عملي لاحق بعمل آبائي أي في الصفح والإحسان ، وهو فعل أهل النبوة صلى الله عليهم وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية