صفحة جزء
الآية الحادية والعشرون قوله تعالى : { فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين } .

فيها خمس مسائل :

المسألة الأولى : القول في البضاعة : قد تقدم ذكر معنى البضاعة في البضع آنفا .

المسألة الثانية : قوله : { مزجاة } : فيها قولان : أحدهما : يعني قليلة ، إما لأنه متاع البادية الذي لا يصلح للملوك ، وإما لأنه لا سعة فيه ، إنما يدافع به المعيشة ، من قولك : فلان يزجي كذا ، أي : يدفع قال الشاعر :

الواهب المائة الهجان وعبدها عوذا تزجي خلفها أطفالها

يعني تدفع . [ ص: 76 ] الثاني : قال مالك : مزجاة تجوز في كل مكان ، فهي المزجاة رواه الحارث بن مسكين عن ابن القاسم عن مالك . ولا أدري ما هذا ، إلا أن يكون من باب جبذ وجذب ، وإلا فالله أعلم بصحة الرواية فيه . وقد فسرها بعضهم بأنها البطم والصنوبر ، والبطم هو الحبة الخضراء .

التالي السابق


الخدمات العلمية