[ ص: 233 ] الآية الخامسة : 
قوله تعالى : { 
ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا   } . فيها مسألتان : 
المسألة الأولى : 
الذكر مشروع للعبد في كل حال على الندب ، وقد روى 
الترمذي  وغيره عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة  أنها قالت : { 
nindex.php?page=hadith&LINKID=27831كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله كل أحيانه   } . وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح : { 
nindex.php?page=hadith&LINKID=33559لو أن أحدهم إذا أتى أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فقضي بينها ولد لم يضره الشيطان أبدا   } . 
ومن جملة 
الأوقات التي يستحب فيها ذكر الله إذا دخل أحدنا منزله أو مسجده ، وهي : 
المسألة الثانية : أن يقول كما قال الله : { 
ولولا إذ دخلت جنتك   } أي منزلك قلت : { 
ما شاء الله لا قوة إلا بالله   } . قال 
أشهب    : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك    : ينبغي لكل من دخل منزله أن يقول هذا .  
[ ص: 234 ] وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب    : قال لي 
 nindex.php?page=showalam&ids=15731حفص بن ميسرة    : رأيت على باب 
 nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه  مكتوبا { 
ما شاء الله لا قوة إلا بالله   } . وروي أن من قال أربعا أمن من أربع ، من قال هذه أمن من هذا ، ومن قال : حسبنا الله ونعم الوكيل أمن من كيد الناس له قال تعالى : { 
الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل   } . 
ومن قال أفوض أمري إلى الله أمنه الله من المكر . قال تعالى مخبرا عن العبد الصالح أنه قال : { 
وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب   } . ومن قال : { 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين   } ، أمن من الغم ، وقد قال قوم : ما من أحد يقول ما شاء الله كان فأصابه شيء إلا رضي به . والله أعلم .