الآية السابعة قوله تعالى : 
  { وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين   }   . 
فيها مسألتان : المسألة الأولى : في المراد بذلك : أربعة أقوال : الأول : أنهم قوم من 
اليهود  أسلموا ، فكان 
اليهود  يلقونهم بالسب والشتم ، فيعرضون عنهم ; قاله 
 nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد    . 
الثاني : قوم من 
اليهود  أسلموا ، فكانوا إذا سمعوا ما غيره 
اليهود  من التوراة وبدلوه من نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفته أعرضوا عنه ، وذكروا الحق . 
الثالث : أنهم المسلمون إذا سمعوا الباطل لم يلتفتوا إليه . 
الرابع : أنهم أناس من 
أهل الكتاب  لم يكونوا 
يهودا  ولا 
نصارى  ، وكانوا على دين  
[ ص: 512 ] الله ، وكانوا ينتظرون بعث 
محمد  صلى الله عليه وسلم فلما سمعوا به 
بمكة  قصدوه ، فعرض عليهم القرآن ، فأسلموا ; فكان الكفار من 
قريش  يقولون لهم : أف لكم من قوم اتبعتم غلاما كرهه قومه ، وهم أعلم به منكم . 
المسألة الثانية : { 
وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم   } يريد لنا حقنا ، ولكم باطلكم ، سلام عليكم . 
قال علماؤنا : ليس هذا بسلام المسلمين على المسلمين ، وإنما هو بمنزلة قول الرجل للرجل اذهب بسلام أي تاركني وأتاركك . 
ويحتمل أن يكون قبل تبيان الحال للتحية بالسلام ، واختصاصها بالمسلمين ، وخروج الكفار عنها ، حسبما بيناه من قبل .