صفحة جزء
[ ص: 63 ] المسألة الثانية : المعنى ما ألزم نفسي ما لا يلزمني ، ولا ألزمكم ما لا يلزمكم ، وما جئتكم باختياري دون أن أرسلت إليكم . المسألة الثالثة : أخبرنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار ، أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري ، أخبرنا الدارقطني ، حدثنا الحسن بن أحمد بن صالح الكوفي ، حدثنا علي بن الحسن بن هارون البلدي ، حدثنا إسماعيل بن الحسن الحراني ، أخبرنا أيوب بن خالد الحراني ، حدثنا محمد بن علوان عن نافع عن ابن عمر قال : { خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، فسار ليلا ، فمر على رجل جالس عند مقراة له ، فقال له عمر : يا صاحب المقراة ، ولغت السباع الليلة في مقراتك . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا صاحب المقراة ، لا تخبره ، هذا متكلف لها ما حملت في بطونها ، ولنا ما بقي شراب وطهور } .

وهذا بيان سؤال عن ورود الحوض السباع ، فإن كان ممكنا غالبا لا يحتاج إليه ، وإنما يعول على حال الماء في لونه وطعمه وريحه ، فلا ينبغي لأحد أن يسأل ما يكسبه في دينه شكا أو إشكالا في عمله ، ولهذا قلنا لكم : إذا جاء السائل عن مسألة فوجدتم له مخلصا فيها فلا تسألوه عن شيء ، وإن لم تجدوا له مخلصا فحينئذ فاسألوه عن تصرف أحواله وأقواله ونيته ، عسى أن يكون له مخلص ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية