الآية الرابعة والخمسون : 
قوله تعالى : { 
كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون   } اختلف الناس في هذه الآية : فمنهم من قال : إنها نزلت في الصحابة وهم المخاطبون والمكتوب عليهم القتال ; قاله 
 nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء  ، 
والأوزاعي    . 
الثاني : أنه مكتوب على جميع الخلق ، لكن يختلف الحال فيه ; فإن كان الإسلام ظاهرا فهو فرض على الكفاية ، وإن 
كان العدو ظاهرا على موضع ; كان القتال فرضا على الأعيان ، حتى يكشف الله تعالى ما بهم ; وهذا هو الصحيح ، روى 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري  وغيره عن 
مجاشع  قال : { 
nindex.php?page=hadith&LINKID=23069أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأخي فقلت : بايعني على الهجرة . فقال : مضت الهجرة لأهلها . قلت : علام تبايعنا ؟ قال : على الإسلام والجهاد   } .  
[ ص: 206 ] وروى الأئمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { 
nindex.php?page=hadith&LINKID=31102لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا   } ، وهذه الآية كانت في الدرجة الثانية من إباحة 
القتال والإذن فيه ، كما تقدم .