صفحة جزء
المسألة العاشرة روي { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بايع النساء على هذا قال لهن : فيما أطقتن فيقلن : الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا } .

وهذا بيان من النبي صلى الله عليه وسلم لحقيقة الحال ; فإن الطاقة مشروطة في الشريعة ، مرفوع عن المكلفين ما ناف عليها ، حسبما بيناه في غير موضع .

المسألة الحادية عشرة روت أم عطية في الصحيح قالت : { بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ علينا : أن لا يشركن بالله شيئا ، ونهانا عن النياحة ، فقبضت امرأة على يدها وقالت : أسعدتني فلانة أريد أن أجزيها . فما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ، فانطلقت فرجعت فبايعها } ، فيكون هذا تفسير قوله : { ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن } ; وذلك تخميش وجوه ، وشق جيوب . [ ص: 202 ]

وفي الصحيح : { ليس منا من خمش الوجوه ، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية } .

فإن قيل : كيف جاز أن تستثنى معصية ، وتبقى على الوفاء بها ، ويقرها النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ؟ قلنا : وقد بيناه في شرح الحديث الصحيح الكافي ، منه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمهلها حتى تسير إلى صاحبتها لعلمه بأن ذلك لا يبقى في نفسها ، وإنما ترجع سريعا عنه ، كما روي أن بعضهم شرط ألا يخر إلا قائما ، فقيل في أحد تأويليه : إنه لا يركع ، فأمهله حتى آمن ، فرضي بالركوع .

وقيل : أرادت أن تبكي معها بالمقابلة التي هي حقيقة النوح خاصة .

التالي السابق


الخدمات العلمية