صفحة جزء
[ ص: 218 ] المسألة الثانية في هذه الآية دليل على أن الإمام إنما يخطب قائما ، كذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل وأبو بكر وعمر . وخطب عثمان قائما حتى رق فخطب قاعدا .

ويروى أن أول من خطب قاعدا معاوية ، ودخل كعب بن عجرة المسجد وعبد الرحمن بن الحكم يخطب قاعدا ، فقال : انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا والله تعالى يقول : { وتركوك قائما } إشارة إلى أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم في القربات على الوجوب ، ولكن في بيان المجمل الواجب لا خلاف فيه ، وفي الإطلاق مختلف فيه .

وقد قيل : إن معاوية إنما خطب قاعدا لسنه ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما ثم يقعد ثم يقوم ولا يتكلم في قعدته رواه جابر بن سمرة ، ورواه ابن عمر في كتاب البخاري وغيره . المسألة الثالثة قال كثير من علمائنا : إن هذا القول يوجب الخطبة ; لأن الله تعالى ذمهم على تركها ، والواجب هو الذي يذم تاركه شرعا حسبما بيناه في أصول الفقه . وقال ابن الماجشون : إنها سنة . والصحيح ما قدمناه . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية