صفحة جزء
[ ص: 387 ] سورة العصر [ فيها آية واحدة ] وهي قوله تعالى : { والعصر } : قال مالك : من حلف ألا يكلم رجلا عصرا لم يكلمه سنة ، ولو حلف ألا يكلمه العصر لم يكلمه أبدا ; لأن العصر هو الدهر .

قال ابن العربي : بناء ( ع ص ر ) ينطلق على كثير من المعاني ، فأما ما يتعلق بالزمان ففيه أربعة أقوال : الأول : العصر الدهر .

الثاني : الليل والنهار . [ قال الشاعر :

ولن يلبث العصران يوم وليلة إذا طلبا أن يدركا ما تيمما

الثالث العصر : الغداة والعشي . قال الشاعر :

وأمطله العصرين حتى يملني     ويرضى بنصف الدين والأنف راغم

وقد قيل : إن العصر مثل الدهر ] ; قال الشاعر :

سبيل الهوى وعر وبحر الهوى غمر     ويوم الهوى شهر وشهر الهوى دهر

يريد عاما .

الرابع أن العصر [ ساعة من ] ساعات النهار قاله مطرف ، وقتادة .

قال القاضي رضي الله عنه : إنما حمل مالك يمين الحالف ألا يكلم امرأ عصرا على السنة ; لأنه أكثر ما قيل فيه ، وذلك على أصله في تغليظ المعنى في الأيمان .

وقال الشافعي : يبر بساعة إلا أن تكون له نية ; وبه أقول ، إلا أن يكون الحالف عربيا ، فيقال له : ما أردت ؟ فإذا فسره بما يحتمل قبل منه ، وإن كان الأقل ، ويجيء على مذهب مالك أن يحمل على ما يفسر . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية