صفحة جزء
الآية التاسعة والعشرون قوله تعالى : { الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا } . فيها ثلاث مسائل : [ ص: 550 ]

المسألة الأولى : روي عن ابن عباس أن جماعة من اليهود كانوا يأتون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهدونهم في نفقة أموالهم في الدين ، ويخوفونهم الفقر ، ويقولون لهم : لا تدرون ما يكون ; فأنزل الله تعالى فيهم : { الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل } الآية كلها .

وقد قدمنا في سورة آل عمران بيان البخل قال جماعة من العلماء : المعنى أنهم بخلوا بأموالهم ، وأمروا غيرهم بالبخل . وقيل : بخلوا بعلم النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة ، وتواصوا مع أحبارهم بكتمه ، فذلك قوله تعالى : { ويكتمون ما آتاهم الله من فضله } ، وهي

المسألة الثانية .

وقيل وهي

المسألة الثالثة : يكتمون الغنى ويتفاقرون للناس ، ليس عندنا وعندهم ، ليس معنا ومعهم ، وذلك حرام . وقد قال الله تعالى : { وأما بنعمة ربك فحدث } . وإن الله تعالى إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى أثر نعمته عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية