صفحة جزء
الآية الثانية والثلاثون قوله تعالى : { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا } . فيها أربع مسائل :

المسألة الأولى : اختلف الناس في الأمانات ; فقال قوم : هي كل ما أخذته بإذن صاحبه . وقال آخرون : هي ما أخذته بإذن صاحبه لمنفعته . الصحيح أن كليهما أمانة ; ومعنى الأمانة في الاشتقاق أنها أمنت من الإفساد . [ ص: 571 ]

المسألة الثانية : أمر الله تعالى : بأدائها إلى أربابها ، وكان سبب نزولها أمر السرايا ; قاله علي ومكحول . وقيل : نزلت في { عثمان بن أبي طلحة أخذ النبي صلى الله عليه وسلم منه المفتاح يوم الفتح ودخل الكعبة ، فنزل عليه جبريل بهذه الآية ، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم يتلوها ، فدعا عثمان ، فدفع إليه المفتاح } ، فكانت ولاية من الله تعالى بغير واسطة إلى يوم القيامة ، وناهيك بهذا فخرا . وروي أن العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم سأل النبي عليه السلام أن تجمع له السدانة والسقاية ، ونازعه في ذلك شيبة ; فأنزل الله تبارك وتعالى على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية .

التالي السابق


الخدمات العلمية