صفحة جزء
قوله سبحانه وتعالى : { قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون } .

فيها خمس مسائل :

المسألة الأولى : في الخبيث : وفيه قولان : أحدهما : الكافر . والثاني : الحرام .

وأما الطيب وهي : [ المسألة الثانية ] :

المسألة الثانية : [ الطيب ] : وفيه أيضا قولان : أحدهما : المؤمن . الثاني : الحلال . [ ص: 211 ]

المسألة الثالثة : قوله تعالى : { ولو أعجبك كثرة الخبيث } : وفي معناه قولان : أحدهما : أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته ; فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعجبه الكفار ولا الحرام ، وإنما يعجب ذلك الناس .

الثاني : أن المراد به النبي صلى الله عليه وسلم وإعجابا به له أنه صار عنده عجبا مما يشاهد من كثرة الكفار ، والمال الحرام ، وقلة المؤمنين ، وقلة المال الحلال . وقد سبق علم الله تعالى وحكمه بذلك .

والدليل عليه الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم : { يقول الله تعالى يوم القيامة : يا آدم ، ابعث بعث النار ، فيقول : يا رب : وما بعث النار ؟ فيقول : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون للنار وواحد للجنة } .

التالي السابق


الخدمات العلمية