صفحة جزء
باب استحباب الأكل قبل الخروج في الفطر دون الأضحى

1276 - ( عن أنس رضي الله عنه قال : { كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ، ويأكلهن وترا } رواه أحمد والبخاري ) .

1277 - ( وعن بريدة رضي الله عنه قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل ، ولا يأكل يوم الأضحى حتى يرجع } رواه ابن ماجه والترمذي وأحمد ، وزاد : فيأكل من أضحيته ولمالك في الموطإ عن سعيد بن المسيب { أن الناس كانوا يؤمرون بالأكل قبل الغدو يوم الفطر } . ) .


الحديث الأول أخرجه أيضا ابن حبان والحاكم . والحديث الثاني أخرجه أيضا ابن حبان والدارقطني والحاكم والبيهقي وصححه ابن القطان .

وفي الباب عن علي عند الترمذي وابن ماجه وقد تقدم . وعن ابن عباس عند الطبراني في الكبير والدارقطني بلفظ { من السنة أن لا يخرج حتى يطعم ويخرج صدقة الفطر } وفي إسناده الحجاج بن أرطاة وهو مختلف فيه وفي لفظ { من السنة أن يطعم قبل أن يخرج } رواه البزار . قال العراقي : وإسناده حسن .

وفي لفظ أن ابن عباس قال : " إن استطعتم أن لا يغدو أحدكم يوم الفطر حتى يطعم فليفعل " رواه الطبراني . وعن أبي سعيد عند أحمد والبزار وأبي يعلى والطبراني قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر يوم الفطر قبل الخروج } قال العراقي : وإسناده جيد ، زاد [ ص: 344 ] الطبراني من وجه آخر " ويأمر الناس بذلك " وعن جابر بن سمرة عند البزار في مسنده قال : { كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الفطر أكل قبل أن يخرج سبع تمرات ، وإذا كان يوم الأضحى لم يطعم شيئا } وفي إسناده ناصح أبو عبد الله وهو لين الحديث ، وقد ضعفه ابن معين والفلاس والبخاري وأبو داود وابن حبان . وعن سعيد بن المسيب مرسلا عند مالك في الموطإ باللفظ الذي ذكره المصنف وعن صفوان بن سليم مرسلا عند الشافعي { أن الرجل كان يطعم قبل أن يخرج إلى الجبانة ويأمر به . } وعن السائب بن يزيد عند ابن أبي شيبة قال : { مضت السنة أن نأكل قبل أن نغدو يوم الفطر } وعن رجل من الصحابة عند ابن أبي شيبة أنه { كان يؤمر بالأكل يوم الفطر قبل أن نأتي المصلى } وعن ابن عمر عند العقيلي وضعفه قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يغدي أصحابه من صدقة الفطر } .

قوله : ( وكان صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ) لفظ الإسماعيلي وابن حبان والحاكم { ما خرج يوم فطر حتى يأكل تمرات ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو أقل من ذلك أو أكثر وترا } وهي أصرح في المداومة على ذلك .

قال المهلب : الحكمة في الأكل قبل الصلاة أن لا يظن ظان لزوم الصوم حتى يصلي العيد ، فكأنه أراد سد هذه الذريعة . وقال غيره : لما وقع وجوب الفطر عقب وجوب الصوم استحب تعجيل الفطر مبادرة إلى امتثال أمر الله سبحانه ، أشار إلى ذلك ابن أبي حمزة . وقال ابن قدامة : لا نعلم في استحباب تعجيل الأكل يوم الفطر اختلافا ، كذا في الفتح .

قال الحافظ : وقد روى ابن أبي شيبة عن ابن مسعود التخيير فيه ، وعن النخعي أيضا مثله . قال : والحكمة في استحباب التمر فيه لما في الحلو من تقوية البصر الذي يضعفه الصوم ، ولأن الحلو مما يوافق الإيمان ويعبر به المنام ويرق القلب وهو أسر من غيره ، ومن ثم استحب بعض التابعين أن يفطر على الحلو مطلقا كالعسل ، رواه ابن أبي شيبة عن معاوية بن قرة وابن سيرين وغيرهما .

وقد أخرج الترمذي عن سلمان " إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة ، فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور " قوله : ( ويأكلهن وترا ) هذه الزيادة أوردها البخاري تعليقا ووصلها أحمد بن حنبل وغيره . والحكمة في جعلهن وترا الإشارة إلى الوحدانية ، وكذلك كان يفعل صلى الله عليه وسلم في جميع أموره تبركا بذلك ، كذا في الفتح .

قوله : ( ولا يأكل يوم الأضحى حتى يرجع ) في رواية للترمذي : " ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي " ورواه أبو بكر الأثرم بلفظ : " حتى يضحي " وقد خصص أحمد بن حنبل استحباب تأخير الأكل في عيد الأضحى بمن له ذبح . والحكمة في تأخير الفطر يوم الأضحى أنه يوم تشرع فيه الأضحية والأكل منها ، فشرع له أن يكون فطره على شيء منها ، قاله ابن قدامة .

قال الزين بن المنير : وقع أكله صلى الله عليه وسلم [ ص: 345 ] في كل من العيدين في الوقت المشروع لإخراج صدقتهما الخاصة بهما ، فإخراج صدقة الفطر قبل الغدو إلى المصلى ، وإخراج صدقة الأضحية بعد ذبحها .

التالي السابق


الخدمات العلمية