صفحة جزء
باب قول الله تعالى وفي الرقاب

1600 - ( وهو يشمل بعمومه المكاتب وغيره وقال ابن عباس : لا بأس أن يعتق من زكاة ماله ذكره عنه أحمد والبخاري ) .

1601 - ( وعن البراء بن عازب قال : { جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : دلني على عمل يقربني إلى الجنة ، ويبعدني من النار ، فقال : أعتق النسمة ، وفك الرقبة ، قال : يا رسول الله أوليسا واحدا قال : لا عتق النسمة أن تفرد بعتقها ، وفك الرقبة أن تعين في ثمنها } رواه أحمد والدارقطني ) .

1602 - ( وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ثلاثة كلهم حق على الله عونه : [ ص: 199 ] الغازي في سبيل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء ، والناكح المتعفف } رواه الخمسة إلا أبا داود ) .


حديث البراء بن عازب قال في مجمع الزوائد : رجاله ثقات ، وحديث أبي هريرة قال الترمذي : حسن صحيح قوله : ( المكاتب وغيره ) قد اختلف العلماء في المراد بقوله تعالى : { وفي الرقاب } ، فروي عن علي بن أبي طالب وسعيد بن جبير والليث والثوري والعترة والحنفية والشافعية وأكثر أهل العلم أن المراد به المكاتبون يعانون من الزكاة على الكتابة

وروي عن ابن عباس والحسن البصري ومالك وأحمد بن حنبل وأبي ثور وأبي عبيد ، وإليه مال البخاري وابن المنذر أن المراد بذلك أنها تشترى رقاب لتعتق ، واحتجوا بأنها لو اختصت بالمكاتب لدخل في حكم الغارمين لأنه غارم ، وبأن شراء الرقبة لتعتق أولى من إعانة المكاتب لأنه قد يعان ولا يعتق ; لأن المكاتب عبد ما بقي عليه درهم ; ولأن الشراء يتيسر في كل وقت بخلاف الكتابة

وقال الزهري : إنه يجمع بين الأمرين ، وإليه أشار المصنف وهو الظاهر لأن الآية تحتمل الأمرين ، وحديث البراء المذكور فيه دليل على أن فك الرقاب غير عتقها ، وعلى أن العتق وإعانة المكاتبين على مال الكتابة من الأعمال المقربة من الجنة والمبعدة من النار . قوله : ( حق على الله ) فيه دليل على أن الله يتولى إعانة هؤلاء الثلاثة ويتفضل عليهم بأن لا يحوجهم لكن بشرط أن يكون الغازي غازيا في سبيل الله ، والمكاتب مريدا للأداء ، والناكح متعففا . وقد اختلف في المكاتب إذا كان فاسقا هل يعان على الكتابة أم لا ؟ فذهبت الهادوية إلى أنه لا يعان ، قالوا : لأنه لا قربة في إعانته

وقال الشافعي والإمام يحيى والمؤيد بالله : يعان ، وهو الظاهر

التالي السابق


الخدمات العلمية