صفحة جزء
154 - ( عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من اكتحل فليوتر من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج } . رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه ) .


هذا طرف من حديث طويل ولفظه { : من اكتحل فليوتر ، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج ، ومن استجمر فليوتر من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج ، ومن أكل فما تخلل فليلفظ وما لاك بلسانه فليبتلع من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج ، ومن أتى الغائط فليستتر فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبا من رمل فليستدبره فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم ، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج } وفي إسناده أبو سعيد الحبراني الحمصي الرازي عن أبي هريرة . قال أبو زرعة : الرازي لا أعرفه . وقيل : إنه صحابي ، قال الحافظ : ولا يصح ، والراوي عنه حصين الحبراني وهو مجهول . وقال أبو زرعة : شيخ ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وذكر الدارقطني الاختلاف فيه في العلل ، وقد أخرج الحديث ابن حبان والحاكم والبيهقي .

وهو يدل على مشروعية الإيتار في الكحل وظاهره عدم الاقتصار على الثلاثة إلا أن يقيد الإيتار بما سيأتي من فعله صلى الله عليه وسلم .

قال ابن رسلان وفي كيفية الوتر في الاكتحال وجهان : أحدهما أن يضع في كل عين ثلاث مرات وهذا هو الأصح ، لحديث ابن عباس الآتي . والثاني يضع في اليمنى ثلاث مرات وفي اليسرى مرتين فيكون المجموع وترا وفي عين ثلاث مرات وفي عين أربع مرات .

155 - ( وعن ابن عباس { أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثلاثة في هذه وثلاثة في هذه } . رواه ابن ماجه والترمذي وأحمد ، ولفظه { كان يكتحل بالإثمد كل ليلة قبل أن ينام وكان يكتحل في كل عين ثلاثة أميال } ) . الحديث حسنه الترمذي وقال : إنه روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { : عليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر } ثم ذكر أنها كانت للنبي صلى الله عليه وسلم مكحلة . . . إلخ ، وساق الحديث عن علي بن حجر ومحمد بن يحيى عن يزيد بن هارون عن عثمان بن منصور [ ص: 163 ] عن عكرمة عن ابن عباس ، قال : وفي الباب عن جابر وابن عمر .

والحديث يدل على استحباب أن يكون الاكتحال في كل عين ثلاثة أميال وأن يكون بالإثمد وهو بالكسر حجر للكحل معروف . أو يكون في كل ليلة . وأن يكون عند النوم . وقد أخرج أبو داود من حديث ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خيار ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم ، وإن خير أكحالكم الإثمد يجلو البصر وينبت الشعر } وأخرجه الترمذي وابن ماجه مختصرا وليس فيه ذكر الكحل .

وفي رواية للطبراني { فإنه منبتة للشعر مذهبة للقذى مصفاة للبصر } .

التالي السابق


الخدمات العلمية