صفحة جزء
باب نزول المحصب إذا نفر من منى 2047 - ( عن أنس { أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ثم رقد رقدة بالمحصب ، ثم ركب إلى البيت فطاف به . } رواه البخاري )

2048 - ( وعن ابن عمر { أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالبطحاء ، ثم هجع هجعة ، ثم دخل مكة وكان ابن عمر يفعله . } رواه أحمد وأبو داود والبخاري بمعناه )

2049 - ( وعن الزهري عن سالم أن أبا بكر وعمر وابن عمر كانوا ينزلون الأبطح قال الزهري : وأخبرني عروة { عن عائشة أنها لم تكن تفعل ذلك وقالت : إنما نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ; لأنه كان منزلا أسمح لخروجه . } رواه مسلم ) .

2050 - ( وعن عائشة قالت : نزول الأبطح ليس بسنة إنما نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ; لأنه كان أسمح لخروجه إذا خرج ) .

2051 - ( وعن ابن عباس قال : التحصيب ليس بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم . متفق عليهما )


قوله : ( بالمحصب ) بمهملتين وموحدة على وزن محمد وهو اسم لمكان متسع بين جبلين وهو إلى منى أقرب من مكة سمي بذلك لكثرة ما به من الحصا من جر السيول ويسمى بالأبطح وخيف بني كنانة قوله : ( ثم هجع هجعة ) أي اضطجع ونام يسيرا . قوله : ( أسمح لخروجه ) أي : أسهل لتوجهه إلى المدينة ليستوي البطيء والمقتدر ، ويكون مبيتهم [ ص: 101 ] وقيامهم في السحر ورحيلهم بأجمعهم إلى المدينة قوله : ( ليس التحصيب بشيء ) أي : من المناسك التي يلزم فعلها .

وقد نقل ابن المنذر الخلاف في استحباب نزول المحصب مع الاتفاق أنه ليس من المناسك . وقد روى أحمد عن عائشة أنها قالت : { والله ما نزلها يعني : الحصبة إلا من أجلي } وروى مسلم وأبو داود وغيرهما عن أبي رافع قال : { لم يأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنزل الأبطح حين خرج من منى ، ولكن جئت فضربت قبته فجاء فنزل } انتهى ولا شك أن النزول مستحب لتقريره صلى الله عليه وسلم على ذلك وفعله وقد فعله الخلفاء بعده كما رواه مسلم عن ابن عمر ومما يدل على استحباب التحصيب ما أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { نحن نازلون بخيف بني كنانة حيث قاسمت قريشا على الكفر } يعني : المحصب وذلك أن بني كنانة حالفت قريشا على بني هاشم أن لا يناكحوهم ولا يؤوهم ولا يبايعوهم . قال الزهري : والخيف الوادي

وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين أراد أن ينفر من منى : نحن نازلون غدا } فذكر نحوه وحكى النووي عن القاضي عياض أنه مستحب عند جميع العلماء . قال في الفتح : والحاصل أن من نفى أنه سنة كعائشة وابن عباس أراد أنه ليس من المناسك فلا يلزم بتركه شيء ومن أثبته كابن عمر أراد دخوله في عموم التأسي بأفعاله صلى الله عليه وسلم لا الإلزام بذلك ، ويستحب أن يصلي به الظهر والعصر والمغرب والعشاء ويبيت به بعض الليل كما دل عليه حديث أنس وابن عمر . .

التالي السابق


الخدمات العلمية