صفحة جزء
كتاب الشركة والمضاربة [ ص: 315 ] عن أبي هريرة رفعه قال { : إن الله يقول : أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه ، فإذا خانه خرجت من بينهما } رواه أبو داود )


الحديث صححه الحاكم وأعله ابن القطان بالجهل بحال سعيد بن حبان ، وقد ذكره ابن حبان في الثقات ، وأعله أيضا ابن القطان بالإرسال فلم يذكر فيه أبا هريرة وقال : إنه الصواب ، ولم يسنده غير أبي همام محمد بن الزبرقان وسكت أبو داود والمنذري عن هذا الحديث وأخرج نحوه أبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب عن حكيم بن حزام قوله : ( كتاب الشركة ) بكسر الشين وسكون الراء ، وحكى ابن باطيش فتح الشين وكسر الراء ، وذكر صاحب الفتح فيها أربع لغات : فتح الشين وكسر الراء ، وكسر الشين وسكون الراء ، وقد تحذف الهاء ، وقد يفتح أوله مع ذلك قوله : ( والمضاربة ) هي مأخوذة من الضرب في الأرض : وهو السفر والمشي ، والعامل : مضارب بكسر الراء قال الرافعي : ولم يشتق للمالك منه اسم فاعل ; لأن العامل يختص بالضرب في الأرض ، فعلى هذا تكون المضاربة من المفاعلة التي تكون من واحد مثل : عاقبت اللص . قوله : ( أنا ثالث الشريكين ) المراد أن الله جل جلاله يضع ، البركة للشريكين في مالهما مع عدم الخيانة ويمدهما بالرعاية والمعونة ، ويتولى الحفظ لمالهما قوله : ( خرجت من بينهما ) أي : نزعت البركة من المال ، زاد رزين { وجاء الشيطان } ورواية الدارقطني { فإذا خان أحدهما صاحبه رفعها عنهما } يعني : البركة

التالي السابق


الخدمات العلمية