صفحة جزء
باب المنديل بعد الوضوء والغسل

222 - ( عن قيس بن سعد قال : { زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا ، فأمر له سعد بغسل فوضع له فاغتسل ، ثم ناوله ملحفة مصبوغة بزعفران ، أو ورس فاشتمل بها } رواه أحمد وابن ماجه وأبو داود ) .


الحديث تمامه { فالتحف بها حتى رئي أثر الورس على عكنه } . ولفظ ابن ماجه { فكأني أنظر إلى أثر الورس على عكنه } وأخرجه أيضا النسائي في عمل اليوم والليلة . قال الحافظ : واختلف في وصله وإرساله ورجال إسناد أبي داود رجال الصحيح ، وصرح فيه الوليد بالسماع ، ومع ذلك فذكره النووي في الخلاصة في فصل الضعيف .

والحديث يدل على عدم كراهة التنشيف ، وقد قال بذلك الحسن بن علي وأنس وعثمان والثوري ومالك وتمسكوا بالحديث .

وقال عمر وابن أبي ليلى والإمام يحيى والهادوية : يكره ، واستدلوا بما رواه ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ عن أنس ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يمسح وجهه بالمنديل بعد الوضوء ولا أبو بكر ولا عمر ولا علي ولا ابن مسعود ) ، قال الحافظ : وإسناده ضعيف .

وفي الترمذي ما يعارضه من حديث عائشة قالت : { كان للنبي صلى الله عليه وسلم خرقة ينشف بها بعد الوضوء } فيه أبو معاذ وهو ضعيف .

وقال الترمذي بعد أن روى الحديث : ليس بالقائم ولا يصح فيه شيء . وأخرجه الحاكم ، وأخرج الترمذي من حديث معاذ { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ مسح وجهه بطرف ثوبه } قال الحافظ : وإسناده ضعيف .

وفي الباب عن سلمان أخرجه ابن ماجه ، قال ابن أبي حاتم : وروي عن أنس ولا يحتمل أن يكون مسندا ، ورواه البيهقي عن أنس عن أبي بكر ، وقال : المحفوظ المرسل ، وأخرجه ابن أبي شيبة موقوفا على أنس ، والخطيب مرفوعا كلاهما من طريق ليث عن رزيق عن أنس .

وفي الباب حديث { إذا توضأتم فلا تنفضوا أيديكم فإنها مراوح الشيطان } ذكره ابن أبي حاتم في كتاب العلل من حديث البختري بن عبيد عن أبيه عن أبي هريرة ، وزاد في أوله { إذا توضأتم فأشربوا أعينكم من الماء } ورواه ابن حبان في الضعفاء في ترجمة البختري بن عبيد وقال : لا يحل الاحتجاج به ولم ينفرد به البختري ، فقد رواه ابن طاهر في صفوة التصوف من طريق ابن أبي السري . وقال ابن الصلاح : لم أجد له أنا في جماعة اعتنوا بالبحث عن حاله أصلا ، وتبعه النووي .

قوله ( بغسل ) [ ص: 224 ] بضم الغين اسم للماء الذي يغتسل به ذكره في النهاية قوله : ( ملحفة ) بكسر الميم .

التالي السابق


الخدمات العلمية