صفحة جزء
باب توقيت مدة المسح

233 - ( قد أسلفنا فيه عن صفوان وأبي بكرة وروى شريح بن هانئ قال : سألت عائشة رضي الله عنها عن المسح على الخفين ، فقالت : سل عليا فإنه أعلم بهذا مني ، كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن ، وللمقيم يوم وليلة } رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه ) .

234 - ( وعن خزيمة بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن المسح على الخفين فقال { للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة } رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه ) .


قد قدمنا الكلام على حديث صفوان وأبي بكرة في الباب الأول . وحديث علي أخرجه أيضا الترمذي وابن حبان . وحديث خزيمة بن ثابت أخرجه أيضا ابن ماجه وابن حبان ، وفيه زيادة تركها المصنف وهي ثابتة عند أبي داود وابن ماجه وابن حبان وهي بلفظ { ولو استزدناه لزادنا } وفي لفظ : { ولو مضى السائل على مسألته لجعلها خمسا } وخرجه الترمذي بدون الزيادة قال البخاري : لا يصح عندي ; لأنه لا يعرف للجدلي سماع من خزيمة وذكر عن يحيى بن معين أنه قال : هو صحيح ، وقال ابن دقيق العيد : الروايات متضافرة متكاثرة برواية التيمي له عن عمرو بن ميمون عن الجدلي عن خزيمة .

وقال ابن أبي حاتم في العلل : قال أبو زرعة : الصحيح من حديث التيمي عن عمرو بن ميمون عن الجدلي عن خزيمة مرفوعا ، والصحيح عن النخعي عن الجدلي بلا واسطة . وادعى النووي في شرح المهذب الاتفاق على ضعف هذا الحديث .

قال الحافظ : وتصحيح ابن حبان له يرد عليه ، والحديثان يدلان على توقيت المسح بثلاثة أيام للمسافر ، ويوم وليلة للمقيم . وقد ذكرنا الخلاف فيه ، وما هو الحق في الباب الذي قبل هذا ، والزيادة التي لم يذكرها [ ص: 233 ] المصنف في حديث خزيمة تصلح للاستدلال بها على مذهب من لم يحد المسح بوقت لولا ما عارض تصحيح ابن حبان لها من الاتفاق ممن عداه على ضعفها ، وأيضا قال ابن سيد الناس في شرح الترمذي : لو ثبتت لم تقم بها حجة ; لأن الزيادة على ذلك التوقيت مظنونة أنهم لو سألوا زادهم ، وهذا صريح في أنهم لم يسألوا ولا زيدوا فكيف تثبت زيادة بخبر دل على عدم وقوعها ا هـ . وغايتها بعد تسليم صحتها أن الصحابي ظن ذلك ولم نتعبد بمثل هذا ، ولا قال أحد : إنه حجة ، وقد ورد توقيت المسح بالثلاث ، واليوم والليلة من طريق جماعة من الصحابة ولم يظنوا ما ظنه خزيمة ، وورد ذكر المسح بدون توقيت عن جماعة منهم أنس بن مالك عند الدارقطني ، وذكره الحاكم وقال : قد روي عن أنس مرفوعا بإسناد صحيح ، رواته عن آخرهم ثقات . وعن ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند الدارقطني أيضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية