صفحة جزء
باب فضل الوضوء لكل صلاة

271 - ( عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء ، ومع كل وضوء بسواك } رواه أحمد بإسناد صحيح ) .


الحديث أخرج نحوه النسائي وابن خزيمة ، والبخاري تعليقا من حديثه ، وروى نحوه ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة ، وهو يدل على عدم وجوب الوضوء عند القيام إلى الصلاة ، وهو مذهب الأكثر ، بل حكى النووي عن القاضي عياض أنه أجمع عليه أهل الفتوى ، ولم يبق بينهم خلاف ، وقد قدمنا الكلام على ذلك في باب : إيجاب الوضوء للصلاة والطواف ومس المصحف .

272 - ( وعن أنس قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة ، قيل له فأنتم كيف تصنعون ؟ قال : كنا نصلي الصلوات بوضوء واحد ما لم نحدث } رواه الجماعة إلا مسلما ) . قوله : ( عند كل صلاة ) قال الحافظ : أي مفروضة ، زاد الترمذي من طريق حميد عن أنس ( طاهرا أو غير طاهر ) وظاهره أن تلك كانت عادته . قال الطحاوي : يحتمل أن ذلك كان واجبا عليه خاصة ثم نسخ يوم الفتح بحديث بريدة يعني الذي أخرجه مسلم { أنه صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد } . قال : ويحتمل أنه كان يفعله استحبابا ، [ ص: 265 ] ثم خشي أن يظن وجوبه فتركه لبيان الجواز قال الحافظ : وهذا أقرب ، وعلى تقدير الأول فالنسخ كان قبل الفتح بدليل حديث سويد بن النعمان ، فإنه كان في خيبر ، وهي قبل الفتح بزمان . قوله : ( كيف كنتم تصنعون ) القائل عمرو بن عامر ، والمراد الصحابة ولابن ماجه وكنا نصلي الصلوات كلها بوضوء واحد ، والحديث يدل على استحباب الوضوء لكل صلاة وعدم وجوبه .

273 - ( وعن عبد الله بن حنظلة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان { أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرا كان أو غير طاهر ، فلما شق ذلك عليه أمر بالسواك عند كل صلاة ، ووضع عنه الوضوء إلا من حدث ، وكان عبد الله بن عمر يرى أن به قوة على ذلك ، كان يفعله حتى مات } رواه أحمد وأبو داود )

274 - ( وروى أبو داود والترمذي بإسناد ضعيف عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من توضأ على طهر كتب الله له به عشر حسنات ) } .

أما الرواية الأولى عن عبد الله بن حنظلة ، ففي إسنادها محمد بن إسحاق ، وقد عنعن ، وفي الاحتجاج به خلاف . وأما الرواية الثانية عن ابن عمر ففي إسنادها الإفريقي عن أبي غطيف ، ولهذا قال المصنف : بإسناد ضعيف ، وهكذا قال الترمذي في سننه . والحديث الأول فيه دليل على عدم وجوب الوضوء لكل صلاة ، وعلى استحبابه لكل صلاة مع الطهارة ، وقد تقدم الكلام عليه . قوله : ( عشر حسنات ) قال ابن رسلان : يشبه أن يكون المراد كتب الله له به عشر وضوآت ، فإن أقل ما وعد به من الأضعاف الحسنة بعشر أمثالها ، وقد وعد بالواحدة سبعمائة ، ووعد ثوابا بغير حساب

التالي السابق


الخدمات العلمية