صفحة جزء
باب الإسهام لمن غيبه الأمير في مصلحة 3387 - ( عن ابن عمر { أن النبي صلى الله عليه وسلم قام ، يعني يوم بدر ، فقال : إن عثمان انطلق [ ص: 335 ] في حاجة الله وحاجة رسوله ، وأنا أبايع له ، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم ولم يضرب لأحد غاب غيره } . رواه أبو داود ) .

3388 - ( وعن ابن عمر قال : { لما تغيب عثمان عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إن لك أجر رجل وسهمه } . رواه أحمد والبخاري والترمذي وصححه ) .


حديث ابن عمر الأول سكت عنه أبو داود والمنذري ، ورجال إسناده موثقون . قوله : ( وأنا أبايع له ) في رواية للبخاري : { فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى أي أشار بها ، وقال : هذه يد عثمان أي بدلها : فضرب بها على يده اليسرى فقال هذه - أي البيعة - لعثمان أي عن عثمان } . قوله : ( وكانت مريضة ) أخرج الحاكم في المستدرك من طريق حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال : خلف النبي صلى الله عليه وسلم عثمان وأسامة بن زيد على رقية في مرضها لما خرج إلى بدر ، فماتت رقية حين وصل زيد بن حارثة بالبشارة ، وكان عمر رقية لما ماتت عشرين سنة ، قال ابن إسحاق : ويقال إن ابنها عبد الله بن عثمان مات بعدها سنة أربع من الهجرة وله ست سنين . وقد استدل بقصة عثمان المذكورة على أنه يسهم الإمام لمن كان غائبا في حاجة له بعثه لقضائها ، وأما من كان غائبا عن القتال لا لحاجة للإمام وجاء بعد الواقعة ، فذهب أكثر العترة والشافعي ومالك والأوزاعي والثوري والليث إلى أنه لا يسهم له . وذهب أبو حنيفة وأصحابه إلى أنه يسهم لمن حضر قبل إحرازها إلى دار الإسلام ، سيأتي في باب ما جاء في المدد يلحق بعد تقضي الحرب ما استدل به أهل القول الأول وأهل القول الثاني .

التالي السابق


الخدمات العلمية