صفحة جزء
باب تعين التراب للتيمم دون بقية الجامدات

361 - ( عن علي كرم الله وجهه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء : نصرت بالرعب ، وأعطيت مفاتيح الأرض ، وسميت أحمد ، وجعل لي التراب طهورا ، وجعلت أمتي خير الأمم } رواه أحمد ) .


الحديث أخرجه البيهقي في الدلائل . وأيضا في حديث جابر المتفق عليه { خمس : النصر بالرعب ، وجعل الأرض مسجدا وطهورا ، وتحليل الغنائم ، وإعطاء الشفاعة ، وعموم البعثة } ، وزاد أبو هريرة في حديثه الثابت عند مسلم خصلتين وهما : { وأعطيت جوامع [ ص: 327 ] الكلم ، وختم بي النبيون } فيحصل منه ومن حديث جابر سبع خصال . ولمسلم من حديث حذيفة " فضلنا على الناس بثلاث : جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ، وذكر خصلة الأرض ، قال : وذكر خصلة أخرى " وهذه الخصلة المبهمة بينها ابن خزيمة والنسائي وهي { وأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش } يشير إلى ما حطه الله عن أمته من الإصر ، فصارت الخصال تسعا .

وفي حديث الباب زيادة " أعطيت مفاتيح الأرض ، وسميت أحمد ، وجعلت أمتي خير الأمم " فصارت الخصال ثنتي عشر خصلة . وعند البزار من وجه آخر عن أبي هريرة رفعه { فضلت على الأنبياء بست : غفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر ، وجعلت أمتي خير الأمم ، وأعطيت الكوثر ، وإن صاحبكم لصاحب لواء الحمد يوم القيامة تحته آدم فمن دونه } وذكر ثنتين مما تقدم وله من حديث ابن عباس رفعه { فضلت على الأنبياء بخصلتين : كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه فأسلم ، قال : ونسيت الأخرى } فينتظم بهذا سبع عشرة خصلة . قال الحافظ في الفتح : ويمكن أن يوجد أكثر من ذلك لمن أمعن التتبع . وقد ذكر أبو سعيد النيسابوري في كتاب شرف المصطفى أن الذي اختص به نبينا صلى الله عليه وسلم ستون خصلة .

والحديث ساقه المصنف رحمه الله تعالىللاستدلال به على تعين التراب للتصريح في الحديث بذكر التراب ، وقد تقدم الكلام على ذلك في باب اشتراط دخول الوقت للتيمم قوله : ( نصرت بالرعب ) مفهومه أنه لم يوجد لغيره النصر بالرعب ، لكن في مسيرة الشهر التي ورد التقييد بها في الصحيحين وفي أكثر منها بالأولى .

وأما دونها فلا ، ولكن ورد في رواية في البخاري { ونصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر } وهي تشعر باختصاصه به مطلقا ، وإنما جعل الغاية شهرا ; لأنه لم يكن بين بلده وبين أحد من أعدائه أكثر منه . قال الحافظ في الفتح : وهل هي حاصلة لأمته من بعده ؟ فيه احتمال ، وقد نقل ابن الملقن في شرح العمدة عن مسند أحمد بلفظ : " والرعب يسعى بين يدي أمتي شهرا " قوله : ( وأعطيت مفاتيح الأرض ) هي ما سهل الله له ولأمته من افتتاح البلاد الممتنعة والكفور المتعذرة . قوله : ( وجعلت أمتي خير الأمم ) هو مثل ما نطق به القرآن ، قال الله تعالى { كنتم خير أمة أخرجت للناس } .

التالي السابق


الخدمات العلمية