صفحة جزء
643 - ( وعن جابر بن سمرة قال : { شهدت النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة مرة في المسجد وأصحابه يتذاكرون الشعر وأشياء من أمر الجاهلية فربما تبسم معهم } . رواه أحمد ) .


الحديث أخرجه أيضا الترمذي بلفظ { جالست النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة مرة فكان أصحابه يتناشدون ويتذاكرون أشياء من أمر الجاهلية وهو ساكت فربما تبسم معهم } وقال : هذا حديث صحيح . والحديث يدل على جواز إنشاد الشعر في المسجد وقد تقدم الكلام في ذلك .

644 - ( وعن سعيد بن المسيب قال : مر عمر في المسجد وحسان فيه ينشد فلحظ إليه ، فقال : كنت أنشد فيه ، وفيه من هو خير منك ، ثم التفت إلي أبي هريرة ، فقال : أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { أجب عني اللهم أيده بروح القدس ؟ قال : نعم } . متفق عليه ) . قوله : ( قال مر عمر ) رواية سعيد لهذه القصة مرسلة عندهم لأنه لم يدرك زمن المرور لكن يحمل على أن سعيدا سمع ذلك من أبي هريرة بعد ، أو من حسان ، أو وقع لحسان استشهاد أبي هريرة مرة أخرى فحضر ذلك سعيد

قوله : ( وفيه من هو خير منك ) يعني النبي صلى الله عليه وسلم . قوله : ( أنشدك الله ) بفتح الهمزة وضم الشين المعجمة أي سألتك الله والنشد بفتح النون وسكون المعجمة التذكير . قوله : ( أيده بروح القدس ) أي قوه . وروح القدس المراد به هنا جبريل بدليل حديث البراء عند البخاري بلفظ " وجبريل معك " والمراد بالإجابة الرد على الكفار الذين هجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الترمذي عن عائشة قالت { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصب لحسان منبرا في المسجد فيقوم عليه يهجو الكفار } وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال : هذا حديث صحيح الإسناد والحديث يدل على جواز إنشاد الشعر في المسجد وقد تقدم الجمع بين حديث الباب وبين ما يعارضه .

التالي السابق


الخدمات العلمية