صفحة جزء
باب ما جاء في السكتتين قبل القراءة وبعدها 724 - ( عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم { أنه كان يسكت سكتتين ، إذا استفتح الصلاة وإذا فرغ من القراءة كلها } .

وفي رواية { سكتة إذا كبر . وسكتة إذا فرغ من قراءة { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } } روى ذلك أبو داود ، وكذلك أحمد والترمذي وابن ماجه بمعناه ) .


الحديث حسنه الترمذي ، وقد تقدم الكلام في سماع الحسن من سمرة لغير حديث العقيقة . وقد صحح الترمذي حديث الحسن عن سمرة في مواضع من سننه . منها حديث { نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة } وحديث { جار الدار أحق بدار الجار } وحديث { لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار } وحديث { الصلاة الوسطى صلاة العصر } فكان هذا الحديث على مقتضى تصرفه جديرا بالتصحيح . وقد قال الدارقطني : [ ص: 277 ] رواة الحديث كلهم ثقات وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي داود والنسائي بلفظ { إن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له سكتة إذا افتتح الصلاة }

قوله : ( إذا استفتح الصلاة ) الغرض من هذه السكتة ليفرغ المأمومون من النية وتكبيرة الإحرام لأنه لو قرأ الإمام عقب التكبير لفات من كان مشتغلا بالتكبير والنية بعض سماع القراءة . وقال الخطابي : إنما كان يسكت في الموضعين ليقرأ من خلفه فلا ينازعونه القراءة إذا قرأ

، قال اليعمري : كلام الخطابي هذا في السكتة التي بعد قراءة الفاتحة وأما السكتة الأولى فقد وقع بيانها في حديث أبي هريرة السابق في باب الافتتاح { أنه كان يسكت بين التكبير والقراءة ، يقول : اللهم باعد بيني وبين خطاياي } الحديث . قوله : ( وإذا فرغ من القراءة كلها ) قيل : وهي أخف من السكتتين اللتين قبلها وذلك بمقدار ما تنفصل القراءة عن التكبير فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصل فيه . قوله : ( وسكتة إذا فرغ من قراءة { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } ) قال النووي عن أصحاب الشافعي : يسكت قدر قراءة المأمومين الفاتحة ، وقال : ويختار الذكر والدعاء والقراءة سرا لأن الصلاة ليس فيها سكوت في حق الإمام . وقد ذهب إلى استحباب هذه السكتات الثلاث الأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق

وقال أصحاب الرأي ومالك : السكتة مكروهة ، وهذه الثلاث السكتات قد دل عليها حديث سمرة باعتبار الروايتين المذكورتين . وفي رواية في سنن أبي داود بلفظ " إذا دخل في صلاته وإذا فرغ من القراءة " ثم قال بعد : وإذا قال { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } واستحب أصحاب الشافعي سكتة رابعة بين { ولا الضالين } وبين آمين قالوا : ليعلم المأموم أن لفظة آمين ليست من القرآن .

التالي السابق


الخدمات العلمية