صفحة جزء
باب في الدعاء والذكر بعد الصلاة

803 - ( عن ثوبان قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا وقال : اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام } . رواه الجماعة إلا البخاري ) .


قوله : ( إذا انصرف ) قال النووي : المراد بالانصراف السلام . قوله : ( استغفر ثلاثا ) فيه مشروعية الاستغفار ثلاثا . وقد استشكل استغفاره صلى الله عليه وسلم مع أنه مغفور له . قال ابن سيد الناس : هو وفاء بحق العبودية وقيام بوظيفة الشكر كما قال : " أفلا أكون عبدا شكورا " وليبين للمؤمنين سنته فعلا كما بينها قولا في الدعاء والضراعة ليقتدى به في ذلك

قوله : ( أنت السلام ومنك السلام ) السلام الأول من أسماء الله تعالى والثاني السلامة . قوله : ( تباركت ) تفاعلت من البركة وهي الكثرة والنماء

ومعناه : تعاظمت إذ كثرت صفات جلالك وكمالك .

804 - ( وعن عبد الله بن الزبير أنه كان يقول في دبر كل صلاة حين يسلم . لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة ، وله الفضل ، وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، قال : { وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة } رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي ) .

قوله ( في دبر كل صلاة ) بضم الدال على المشهور في اللغة والمعروف في الروايات [ ص: 354 ] قاله النووي . وقال أبو عمر المطرز في كتاب اليواقيت : دبر كل شيء بفتح الدال : آخر أوقاته من الصلاة وغيرها ، قال : هذا هو المعروف في اللغة وأما الجارحة فبالضم . وقال الداودي عن ابن الأعرابي : دبر الشيء بالضم والفتح : آخر أوقاته والصحيح الضم كما قال النووي ولم يذكر الجوهري وآخرون غيره .

وفي القاموس : الدبر بضمتين : نقيض القبل ومن كل شيء عقبه وبفتحتين الصلاة في آخر وقتها قوله : ( حين يسلم ) فيه أنه ينبغي أن يكون هذا الذكر واليا للسلام مقدما على غيره لتقييد القول به بوقت التسليم

والحديث يدل على مشروعية هذا الذكر بعد الصلاة مرة واحدة لعدم ما يدل على التكرار .

805 - ( وعن المغيرة بن شعبة { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد } . متفق عليه ) . قوله : " في دبر " تقدم ضبطه وتفسيره .

قوله : ( له الملك وله الحمد ) قال الحافظ في الفتح : زاد الطبراني من طريق أخرى عن المغيرة : " يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير إلى قدير " ورواته موثقون وثبت مثله عند البزار من حديث عبد الرحمن بن عوف بسند صحيح لكن في القول إذا أصبح وإذا أمسى انتهى . قوله : ( ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) قد تقدم ضبط ذلك وتفسيره في باب ما يقول في رفعه من الركوع

والحديث يدل على مشروعية هذا الذكر بعد الصلاة ، وظاهره أنه يقول ذلك مرة ، ووقع عند أحمد والنسائي وابن خزيمة أنه كان يقول : الذكر المذكور ثلاث مرات . قال الحافظ في الفتح : وقد اشتهر على الألسنة في الذكر المذكور زيادة " ولا راد لما قضيت " وهو في مسند عبد بن حميد من رواية معمر عن عبد الملك بهذا الإسناد لكن حذف قوله : " ولا معطي لما منعت " ووقع عند الطبراني تاما من وجه آخر .

806 - ( وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل ، يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا ، ويكبره عشرا ، ويحمده عشرا } . قال : فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها [ ص: 355 ] بيده فتلك خمسون ومائة باللسان ، وألف وخمسمائة في الميزان ، وإذا أوى إلى فراشه سبح وحمد وكبر مائة مرة ، فتلك مائة باللسان ، وألف بالميزان رواه الخمسة وصححه الترمذي )

الحديث ذكره الترمذي في الدعوات وزاد فيه النسائي بعد قوله " ( وألف بالميزان " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { فأيكم يعمل في يوم وليلة ألفين وخمس مائة سيئة : قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف لا يحصيها ؟ قال : إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته يقول اذكر كذا اذكر كذا ويأتيه عند منامه فينيمه ) } . قوله : ( خصلتان ) هما المفسرتان بقوله في الحديث : " يسبح الله " وبقوله : " وإذا أوى إلى فراشه " . قوله : ( يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا ) اعلم أن الأحاديث وردت بأعداد مختلفة في التسبيح والتكبير والتحميد وسنشير ههنا إليها

أما التسبيح فورد كونه عشرا كما في حديث الباب وحديث أنس عند الترمذي والنسائي ، وحديث سعد بن أبي وقاص عند النسائي . وعلي بن أبي طالب عند أحمد ، وأم مالك الأنصارية عند الطبراني ، وورد ثلاثا وثلاثين كما في حديث ابن عباس عند الترمذي والنسائي وحديث كعب بن عجرة عند مسلم والترمذي والنسائي ، وحديث أبي هريرة عند الشيخين ، وحديث أبي الدرداء عند النسائي . وورد خمسا وعشرين كما في حديث زيد بن ثابت عند النسائي وعبد الله بن عمر عند النسائي أيضا

وورد إحدى عشرة كما في بعض طرق حديث ابن عمر عند البزار . وورد ستا كما في بعض طرق حديث أنس . وورد مرة كما في بعض طرق حديث أنس أيضا عند البزار . وورد سبعين كما في حديث أبي زميل عند الطبراني في الكبير ، وفي إسناده جهالة . وورد مائة كما في بعض طرق حديث أبي هريرة عند النسائي وفيه يعقوب بن عطاء بن أبي رباح وهو ضعيف .

وأما التكبير فورد كونه أربعا وثلاثين كما في حديث ابن عباس عند الترمذي والنسائي ، وحديث كعب بن عجرة عند مسلم والترمذي والنسائي ، وأبي الدرداء عند النسائي كما تقدم في التسبيح ، وأبي هريرة عند مسلم في بعض الروايات ، وأبي ذر عند ابن ماجه وابن عمر عند النسائي ، وزيد بن ثابت عند النسائي

وعن عبد الله بن عمر ، وعند الترمذي والنسائي . ورد ثلاثا وثلاثين من حديث أبي هريرة عند الشيخين . وعن رجل من الصحابة عند النسائي في عمل اليوم والليلة . وورد خمسا وعشرين . كما في حديث زيد بن ثابت ، وعبد الله بن عمر عند من تقدم في التسبيح خمس وعشرون . وورد إحدى عشرة كما في بعض طرق حديث ابن عمر عند البزار كما تقدم في التسبيح ، وعشرا كما في حديث الباب

وعن أنس وسعد بن أبي وقاص وعلي وأم مالك عند من تقدم [ ص: 356 ] في تسبيح هذا المقدار ومائة كما في حديث من ذكرنا في تسبيح هذا المقدار عند من تقدم . وأما التحميد فورد كونه ثلاثا وثلاثين ، وخمسا وعشرين ، وإحدى عشرة ، وعشرا ومائة كما في الأحاديث المذكورة في أعداد التسبيح وعند من رواها . وكل ما ورد من هذه الأعداد فحسن إلا أنه ينبغي الأخذ بالزائد فالزائد

قوله : ( فتلك خمسون ومائة باللسان ) وذلك لأن بعد كل صلاة من الصلوات الخمس ثلاثين تسبيحة وتحميدة وتكبيرة وبعد جميع الخمس الصلوات مائة وخمسين ، وقد صرح بهذا النسائي في عمل اليوم والليلة من حديث سعد بن أبي وقاص بلفظ { ما يمنع أحدكم أن يسبح دبر كل صلاة عشرا ويكبر عشرا ويحمد عشرا ، فذلك في خمس صلوات خمسون ومائة } ثم ساق الحديث بنحو حديث عبد الله بن عمر

قوله : ( وألف وخمسمائة في الميزان ) وذلك لأن الحسنة بعشرة أمثالها ، فيحصل من تضعيف المائة والخمسين عشر مرات ألف وخمسمائة . قوله : ( وألف بالميزان ) لمثل ما تقدم والحديث يدل على مشروعية التسبيح والتكبير والتحميد بعد الفراغ من الصلاة المكتوبة وتكريره عشر مرات

قال العراقي في شرح الترمذي : كان بعض مشايخنا يقول : إن هذه الأعداد الواردة عقب الصلاة أو غيرها من الأذكار الواردة في الصباح والمساء وغير ذلك إذا ورد لها عدد مخصوص مع ثواب مخصوص فزاد الآتي بها في أعدادها عمدا لا يحصل ذلك الثواب الوارد على الإتيان بالعدد الناقص فلعل لتلك الأعداد حكمة وخاصية تفوت بمجاوزة تلك الأعداد وتعديها ولذلك نهى عن الاعتداء في الدعاء وفيما قاله نظر لأنه قد أتى بالمقدار الذي رتب على الإتيان به ذلك الثواب ، فلا تكون الزيادة عليه مزيلة له بعد الحصول بذلك العدد الوارد

وقد ورد في الأحاديث الصحيحة ما يدل على ذلك ، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك } الحديث . ولمسلم من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه } وقد يقال إن هذا واضح في الذكر الواحد الوارد بعدد مخصوص

وأما الأذكار التي يعقب كل عدد منها عدد مخصوص من نوع آخر كالتسبيح والتحميد والتكبير عقب الصلوات فقد يقال إن الزيادة في كل عدد زيادة لم يرد بها نص يقطع التتابع بينه وبين ما بعده من الأذكار وربما كان لتلك الأعداد المتوالية حكمة خاصة فينبغي أن لا يزاد فيها على العدد المشروع

قال [ ص: 357 ] العراقي : وهذا محتمل لا تأباه النصوص الواردة في ذلك وفي التعبد بالألفاظ الواردة في الأذكار والأدعية كقوله صلى الله عليه وسلم للبراء : " قل ونبيك الذي أرسلت " انتهى . وهذا مسلم في التعبد بالألفاظ لأن العدول إلى لفظ آخر لا يتحقق معه الامتثال . وأما الزيادة في العدد فالامتثال متحقق لأن المأمور به قد حصل على الصفة التي وقع الأمر بها وكون الزيادة مغيرة له غير معقول . وقيل : إن نوى عند الانتهاء إليه امتثال الأمر الوارد أتى بالزيادة فقد حصل الامتثال ، وإن زاد بغير نية لم يعد ممتثلا

807 - ( وعن سعد بن أبي وقاص أنه كان يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول : { إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بهن دبر الصلاة : اللهم إني أعوذ بك من البخل ، وأعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ، وأعوذ بك من عذاب القبر } رواه البخاري والترمذي وصححه ) .

قوله : ( من البخل ) بضم الباء الموحدة وإسكان الخاء معجمة وبفتحها وبضمها وبفتح الباء وإسكان الخاء ضد الكرم ، ذكر معنى ذلك في القاموس ، وقد قيده بعضهم في الحديث بمنع ما يجب إخراجه من المال شرعا أو عادة ، ولا وجه له لأن البخل بما ليس بواجب من غرائز النقص المضادة للكمال ، فالتعوذ منها حسن بلا شك فالأولى تبقية الحديث على عمومه وترك التعرض لتقييده بما لا دليل عليه

قوله : ( والجبن ) بضم الجيم وسكون الباء وتضم : المهابة للأشياء والتأخر عن فعلها ، وإنما تعوذ منه صلى الله عليه وسلم لأنه يؤدي إلى عدم الوفاء بفرض الجهاد والصدع بالحق وإنكار المنكر ويجر إلى الإخلال بكثير من الواجبات . قوله : ( إلى أرذل العمر ) هو البلوغ إلى حد في الهرم يعود معه كالطفل في سخف العقل وقلة الفهم وضعف القوة

قوله : ( من فتنة الدنيا ) هي الاغترار بشهواتها المفضي إلى ترك القيام بالواجبات ، وقد تقدم الكلام على ذلك في شرح حديث التعوذ من الأربع ، لأن فتنة الدنيا هي فتنة المحيا . قوله : ( من عذاب القبر ) قد تقدم شرحه في شرح حديث التعوذ من الأربع أيضا وإنما خص صلى الله عليه وسلم هذه المذكورات بالتعوذ منها لأنها من أعظم الأسباب المؤدية إلى الهلاك باعتبار ما يتسبب عنها من المعاصي المتنوعة

808 - ( وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول { إذا صلى الصبح حين يسلم : اللهم إني أسألك علما نافعا ، ورزقا طيبا ، وعملا متقبلا } . رواه أحمد وابن ماجه ) . [ ص: 358 ] الحديث أخرجه أيضا ابن أبي شيبة عن شبابة عن شعبة عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة . ورواه ابن ماجه في سننه عن أبي بكر بن أبي شيبة بهذا الإسناد ورجاله ثقات لولا جهالة مولى أم سلمة ، وإنما قيد العلم بالنافع والرزق بالطيب والعمل بالمتقبل لأن كل علم لا ينفع فليس من عمل الآخرة وربما كان من ذرائع الشقاوة ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من علم لا ينفع وكل رزق غير طيب موقع في ورطة العقاب وكل عمل غير متقبل إتعاب للنفس في غير طائل . اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ورزق لا يطيب وعمل لا يتقبل

809 - ( وعن أبي أمامة قال : { قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع ؟ قال : جوف - الليل الآخر ، ودبر الصلوات المكتوبات } . رواه الترمذي ) . الحديث حسنه الترمذي وهو من طريق محمد بن يحيى الثقفي المروزي عن حفص بن غياث عن ابن جريج عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة عنه صلى الله عليه وسلم ، وفيه تصريح بأن جوف الليل ودبر الصلوات المكتوبات من أوقات الإجابة

وقد أخرج مسلم من حديث جابر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه ، وذلك كل ليلة } فيمكن أن يقيد مطلق جوف الليل المذكور في حديث الباب بساعة من ساعاته كما في حديث جابر . وقد وردت أذكار عقب الصلوات غير ما ذكره المصنف . منها حديث أبي أمامة عند النسائي وصححه ابن حبان قال :

قال رسول الله : { من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت } وزاد الطبراني وقل هو الله أحد . ومنها ما أخرجه أبو داود والنسائي من حديث زيد بن أرقم قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول دبر كل صلاة : اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أنك أنت الرب وحدك لا شريك لك اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبدك ورسولك ، اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة اللهم ربنا ورب كل شيء اجعلني مخلصا لك وأهلي في كل ساعة من الدنيا والآخرة يا ذا الجلال والإكرام ، اسمع واستجب الله أكبر الأكبر اللهم نور السموات والأرض الله أكبر الأكبر حسبي ونعم الوكيل الله أكبر الأكبر } وفي إسناده داود الطفاوي ، قال ابن معين : ليس بشيء

وأخرج أبو داود من حديث علي قال : { كان [ ص: 359 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة قال : اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر } وأخرجه الترمذي أيضا وقال : حديث حسن صحيح . وأخرج أبو داود والنسائي والترمذي من حديث عقبة بن عامر { أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة } قال الترمذي : حديث غريب

وأخرج مسلم من حديث البراء { أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد الصلاة : رب قني عذابك يوم تبعث عبادك } . ومنها عند الطبراني في الأوسط بلفظ : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول دبر كل صلاة : اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل أعذني من حر النار وعذاب القبر } . ومنها عند أحمد والطبراني في الكبير بلفظ : { اللهم أصلح لي ديني ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي } وعند الترمذي : { سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين } وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة من حديث أبي سعيد

وعند الطبراني : { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى وفرغ من صلاته يمسح بيمينه على رأسه ويقول : بسم الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم اللهم أذهب عني الهم والحزن } وعند النسائي التهليل مائة مرة ، هذه الأذكار وردت في أدبار الصلوات غير مقيدة ببعضها . وورد عقب المغرب والفجر بخصوصهما عند أحمد والنسائي : { من قال قبل أن ينصرف منهما لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، عشر مرات كتب له عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات وكان يومه في حرز من الشيطان }

وبعدهما أيضا " قبل أن يتكلم " عند أبي داود وابن حبان في صحيحه " اللهم أجرني من النار سبع مرات " وعقب صلاة الفجر عند الترمذي وقال : حسن صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له عشر حسنات ، ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه وحرس من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله عز وجل } وأخرجه أيضا النسائي وزاد فيه :

" بيده الخير " وعقب المغرب عند الترمذي وحسنه والنسائي من حديث عمارة بن شبيب قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات على أثر المغرب ، بعث الله له ملائكة يحفظونه من الشيطان الرجيم حتى يصبح . ويكتب له بها عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات موبقات وكانت له بعدل عشر رقبات مؤمنات } وفي إسناده رشدين بن سعد وفيه مقال .

التالي السابق


الخدمات العلمية