صفحة جزء
باب ما جاء في النحنحة والنفخ في الصلاة

826 - ( عن { علي قال : كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدخلان بالليل والنهار وكنت إذا دخلت عليه وهو يصلي يتنحنح لي } . رواه أحمد وابن ماجه والنسائي بمعناه ) .


الحديث صححه ابن السكن وقال البيهقي : هذا مختلف في إسناده ومتنه قيل : سبح وقيل : تنحنح ومداره على عبد الله بن نجي . قال الحافظ : واختلف عليه فيه ، فقيل : [ ص: 373 ] عن علي ، وقيل : عن أبيه عن علي ، قال البخاري : وفيه نظر ، وضعفه غيره ، ووثقه النسائي وابن حبان . وقال يحيى بن معين : لم يسمعه عبد الله من علي بينه وبين علي أبوه . والحديث يدل على أن التنحنح في الصلاة غير مفسد وقد ذهب إلى ذلك الإمام يحيى والشافعي وأبو يوسف كذا في البحر .

وروي عن الناصر ، وقال المنصور بالله : إذا كان لإصلاح الصلاة لم تفسد به وذهب أبو حنيفة ومحمد والهادوية إلى أن التنحنح مفسد ، لأن الكلام لغة ما تركب من حرفين وإن لم يكن مفيدا . ورد بأن الحرف ما اعتمد على مخرجه المعين ، وليس في التنحنح اعتماد . وقد أجاب المهدي عن الحديث بقوله : لعله قبل نسخ الكلام ، ثم دليل التحريم أرجح للحظر ، وقد عرفناك أن تحريم الكلام كان بمكة ، والاتكال على مثل هذه العبارة التي ليس فيها إلا مجرد الترجي من دون علم ولا ظن ، لو جاز التعويل على مثلها لرد من شاء ما شاء من الشريعة المطهرة وهو باطل بالإجماع . وأما ترجيح دليل تحريم الكلام فمع كونه من ترجيح العام على الخاص قد عرفت أن العام غير صادق على محل النزاع .

التالي السابق


الخدمات العلمية