صفحة جزء
باب استحباب تخمير الأواني .

71 - ( عن جابر بن عبد الله في حديث له ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { أوك سقاءك واذكر اسم الله ، وخمر إناءك واذكر اسم الله ، ولو أن تعرض عليه عودا } . متفق عليه ، ولمسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { غطوا الإناء ، وأوكوا السقاء ، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء ، أو سقاء ليس عليه وكاء ، إلا نزل فيه من ذلك الوباء } ) .


الحديث أيضا أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي . ولفظ أبي داود { أغلق بابك واذكر اسم الله فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا واطف مصباحك واذكر اسم الله وخمر إناءك ولو بعود تعرضه عليه واذكر اسم الله ، وأوك سقاءك واذكر اسم الله } وله في أخرى من حديث جابر { فإن الشيطان لا يفتح غلقا ولا يحل وكاء ولا يكشف إناء وإن الفويسقة تضرم على الناس بيتهم أو بيوتهم } . وأخرجها أيضا مسلم والترمذي وابن ماجه .

وفي رواية له أيضا عن جابر قال : { كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستسقى فقال رجل من القوم : [ ص: 95 ] ألا نسقيك نبيذا ؟ قال : بلى فخرج الرجل يشتد فجاء بقدح فيه نبيذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا خمرته ولو أن تعرض عليه عودا } . وأخرجها أيضا مسلم .

قوله : ( أوك سقاءك ) الوكاء : ككساء رباط القربة وقد وكأها وأوكأها : أي ربطها . قوله : ( وخمر إناءك ) التخمير : التغطية . قوله : ( ولو أن تعرض عليه عودا ) أي تضعه على العرض وهو الجانب من الإناء من عرض العود على الإناء والسيف على الفخذ يعرضه ويعرضه فيهما .

قوله : ( وباء ) الوباء : محركة الطاعون أو كل مرض عام قال في القاموس . والحديث يدل على مشروعية التبرك بذكر اسم الله عند إيكاء السقاء وتخمير الإناء وكذلك عند تغليق الباب وإطفاء المصباح ، كما في الروايات التي ذكرناها . وقد أشعر التعليل بقوله : فإن الشيطان إلى آخره أن في التسمية حرزا عن الشيطان وأنها تحول بينه وبين مراده . والتعليل بقوله : ( فإن في السنة ليلة ) كما في رواية مسلم يشعر بأن شرعية التخمير للوقاية عن الوباء ، وكذلك الإيكاء وقد تكلف بعضهم لتعيين هذه الليلة ولا دليل له على ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية