صفحة جزء
باب ترك استصحاب ما فيه ذكر الله .

78 - ( عن أنس قال : { كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء نزع خاتمه } . رواه الخمسة [ ص: 99 ] إلا أحمد وصححه الترمذي . وقد صح { أن نقش خاتمه كان : محمد رسول الله } ) .


الحديث أخرجه أيضا ابن حبان والحاكم ، قال النسائي : هذا حديث غير محفوظ ، وقال أبو داود : منكر ، وذكر الدارقطني الاختلاف فيه ، وأشار إلى شذوذه ، وأما الترمذي فصححه ، قال النووي : هذا مردود عليه ذكره في الخلاصة ، وقال المنذري : الصواب عندي تصحيحه فإن رواته ثقات أثبات ، وتبعه أبو الفتح القشيري في آخر الاقتراح وعلته أنه من رواته همام عن ابن جريج ، وابن جريج لم يسمع من الزهري ، وإنما رواه عن زياد بن سعد عن الزهري بلفظ آخر .

وقد رواه مع همام مرفوعا يحيى بن الضريس البجلي ويحيى بن المتوكل ، أخرجهما الحاكم والدارقطني وقد رواه عمر بن عاصم وهو من الثقات عن همام موقوفا على أنس ، وأخرج له البيهقي شاهدا وأشار إلى ضعفه . ورجاله ثقات ، ورواه الحاكم أيضا ، ولفظه : { أن الرسول صلى الله عليه وسلم لبس خاتما نقشه محمد رسول الله فكان إذا دخل الخلاء وضعه } وله شاهد من حديث ابن عباس رواه الجوزجاني في الأحاديث الضعيفة وينظر في سنده فإن رجاله ثقات إلا محمد بن إبراهيم الرازي فإنه متروك قاله الحافظ . قوله : ( وقد صح أن نقش خاتمه ) أخرجه البيهقي والحاكم قال الحافظ : ووهم النووي والمنذري في كلاميهما على المهذب فقالا : هذا من كلام المصنف لا من الحديث : ولكنه صحيح من طريق أخرى في أن نقش الخاتم كان كذلك .

والحديث يدل على تنزيه ما فيه ذكر الله تعالى عن إدخاله الحشوش ، والقرآن بالأولى حتى قال بعضهم : يحرم إدخال المصحف الخلاء لغير ضرورة ، وقد خالف في ذلك المنصور بالله فقال : لا يندب نزع الخاتم . الذي فيه ذكر الله لتأديته إلى ضياعه وقد نهي عن إضاعة المال والحديث يرده .

التالي السابق


الخدمات العلمية