1. الرئيسية
  2. تفسير القرطبي
  3. سورة الفاتحة
  4. الباب الرابع فيما تضمنته الفاتحة من المعاني والقراءات والإعراب وفضل الحامدين
صفحة جزء
الرابعة : الحمد في كلام العرب معناه الثناء الكامل ; والألف واللام لاستغراق الجنس من المحامد ; فهو سبحانه يستحق الحمد بأجمعه إذ له الأسماء الحسنى والصفات العلا ; وقد جمع لفظ الحمد جمع القلة في قول الشاعر :

وأبلج محمود الثناء خصصته بأفضل أقوالي وأفضل أحمدي



فالحمد نقيض الذم ، تقول : حمدت الرجل أحمده حمدا فهو حميد ومحمود ; [ ص: 131 ] والتحميد أبلغ من الحمد . والحمد أعم من الشكر ، والمحمد : الذي كثرت خصاله المحمودة . قال الشاعر :

إلى الماجد القرم الجواد المحمد

وبذلك سمي رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال الشاعر [ حسان بن ثابت ] :

فشق له من اسمه ليجله     فذو العرش محمود وهذا محمد



والمحمدة : خلاف المذمة . وأحمد الرجل : صار أمره إلى الحمد . وأحمدته : وجدته محمودا ، تقول : أتيت موضع كذا فأحمدته ; أي صادفته محمودا موافقا ، وذلك إذا رضيت سكناه أو مرعاه . ورجل حمدة - مثل همزة - يكثر حمد الأشياء ويقول فيها أكثر مما فيها . وحمدة النار - بالتحريك - : صوت التهابها .

التالي السابق


الخدمات العلمية