قوله تعالى ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون أي جعلناها لكم قرارا ومهادا ، وهيأنا لكم فيها أسباب المعيشة . والمعايش جمع معيشة ، أي ما يتعيش به من المطعم والمشرب وما تكون به الحياة . يقال : عاش يعيش عيشا ومعاشا ومعيشا ومعيشة وعيشة . وقال 
الزجاج    : المعيشة ما يتوصل به إلى العيش . ومعيشة في قول 
الأخفش  وكثير من النحويين مفعلة . وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج    : ( معائش ) بالهمز . وكذا روى 
خارجة بن   [ ص: 152 ] مصعب  عن 
نافع    . قال 
النحاس    : والهمز لحن لا يجوز ; لأن الواحدة معيشة ، أصلها معيشة ، فزيدت ألف الوصل وهي ساكنة والياء ساكنة ، فلا بد من تحريك إذ لا سبيل إلى الحذف ، والألف لا تحرك فحركت الياء بما كان يجب لها في الواحد . ونظيره من الواو منارة ومناور ، ومقام ومقاوم ; كما قال الشاعر : 
وإني لقوام مقاوم لم يكن جرير 
ولا مولى جرير يقومها 
وكذا مصيبة ومصاوب - هذا الجيد - ولغة شاذة : مصائب . قال 
الأخفش    : إنما جاز مصائب ; لأن الواحدة معتلة . قال 
الزجاج    : هذا خطأ يلزمه عليه أن يقول مقائم . ولكن القول أنه مثل وسادة وإسادة . وقيل : لم يجز الهمز في معايش لأن المعيشة مفعلة ; فالياء أصلية ، وإنما يهمز إذا كانت الياء زائدة مثل مدينة ومدائن ، وصحيفة وصحائف ، وكريمة وكرائم ، ووظيفة ووظائف ، وشبهه .