قوله تعالى : لا ريب نفي عام ; ولذلك نصب الريب به . وفي الريب ثلاثة معان : أحدها : الشك ; قال 
عبد الله بن الزبعرى    : 
ليس في الحق يا أميمة  ريب إنما الريب ما يقول الجهول 
وثانيها : التهمة ; قال 
جميل    : 
بثينة  قالت يا جميل أربتني     فقلت كلانا يا بثين مريب 
وثالثها : الحاجة ; قال [ كعب بن مالك ]   : 
    قضينا من تهامة كل ريب 
وخيبر ثم أجمعنا السيوفا 
فكتاب الله تعالى لا شك فيه ولا ارتياب ; والمعنى : أنه في ذاته حق وأنه منزل من عند الله ، وصفة من صفاته ، غير مخلوق ولا محدث ، وإن وقع ريب للكفار . 
وقيل : هو خبر ومعناه النهي ; أي لا ترتابوا ، وتم الكلام كأنه قال ذلك الكتاب حقا . وتقول : رابني هذا الأمر إذا أدخل عليك شكا وخوفا . وأراب : صار ذا ريبة ; فهو مريب . ورابني أمره . وريب الدهر : صروفه .  
[ ص: 156 ]