[ ص: 183 ] قوله تعالى 
فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين قوله تعالى فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته المعنى أي ظلم أشنع من الافتراء على الله تعالى والتكذيب بآياته . 
أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب أي ما كتب لهم من رزق وعمر وعمل ; عن 
ابن زيد    . 
 nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير    : من شقاء وسعادة . 
ابن عباس    : من خير وشر . 
الحسن   nindex.php?page=showalam&ids=12045وأبو صالح    : من العذاب بقدر كفرهم . واختيار 
الطبري  أن يكون المعنى : ما كتب لهم ، أي ما قدر لهم من خير وشر ورزق وعمل وأجل ; على ما تقدم عن 
ابن زيد   nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس   nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير    . قال : ألا ترى أنه أتبع ذلك بقوله : 
حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم يعني رسل ملك الموت . وقيل : الكتاب هنا القرآن ; لأن عذاب الكفار مذكور فيه . وقيل : الكتاب اللوح المحفوظ . ذكر 
الحسن بن علي الحلواني  قال : أملى علي 
 nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني  قال : سألت 
عبد الرحمن بن مهدي  عن القدر فقال لي : 
كل شيء بقدر ، والطاعة والمعصية بقدر ، وقد أعظم الفرية من قال : إن المعاصي ليست بقدر . قال 
علي  وقال لي 
عبد الرحمن بن مهدي    : العلم والقدر والكتاب سواء . ثم عرضت كلام 
عبد الرحمن بن مهدي  على 
يحيى بن سعيد  فقال : لم يبق بعد هذا قليل ولا كثير . وروى 
 nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين  حدثنا 
مروان الفزاري  حدثنا 
إسماعيل بن سميع  عن 
بكير الطويل  عن 
مجاهد  عن 
ابن عباس  أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب قال : قوم يعملون أعمالا لا بد لهم من أن يعملوها . و حتى ليست غاية ، بل هي ابتداء خبر عنهم . قال 
الخليل   nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه    : " حتى وإما وإلا " لا يملن لأنهن حروف ففرق بينها وبين الأسماء نحو حبلى وسكرى . قال 
الزجاج    : تكتب " حتى " بالياء لأنها أشبهت سكرى ، ولو كتبت " إلا " بالياء لأشبهت إلى . ولم تكتب " إما " بالياء لأنها " إن " ضمت إليها " ما " . 
قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله سؤال توبيخ . ومعنى تدعون تعبدون . 
قالوا ضلوا عنا أي بطلوا وذهبوا . قيل : يكون هذا في الآخرة . 
وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين أي أقروا بالكفر على أنفسهم .