قوله تعالى 
ياأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم 
وقد تقدم معنى التقوى . وكان الله عالما بأنهم يتقون أم لا يتقون . فذكر بلفظ الشرط ; لأنه خاطب العباد بما يخاطب بعضهم بعضا . فإذا اتقى العبد ربه - وذلك باتباع   
[ ص: 355 ] أوامره واجتناب نواهيه - وترك الشبهات مخافة الوقوع في المحرمات ، وشحن قلبه بالنية الخالصة ، وجوارحه بالأعمال الصالحة ، وتحفظ من شوائب الشرك الخفي والظاهر بمراعاة غير الله في الأعمال ، والركون إلى الدنيا بالعفة عن المال ، جعل له بين الحق والباطل فرقانا ، ورزقه فيما يريد من الخير إمكانا . قال 
ابن وهب    : سألت 
 nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا  عن قوله سبحانه وتعالى : 
إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا قال : مخرجا ، ثم قرأ 
ومن يتق الله يجعل له مخرجا   . وحكى 
ابن القاسم  وأشهب  عن 
مالك  مثله سواء ، وقاله 
مجاهد  قبله . وقال الشاعر : 
ما لك من طول الأسى فرقان بعد قطين رحلوا وبانوا 
وقال آخر : 
وكيف أرجي الخلد والموت طالبي     وما لي من كأس المنية فرقان 
ابن إسحاق    : فرقانا : فصلا بين الحق والباطل ; وقال 
ابن زيد  و 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي    : نجاة . 
الفراء    : فتحا ونصرا . وقيل : في الآخرة ، فيدخلكم الجنة ويدخل الكفار النار .