[ ص: 400 ] قوله تعالى ياأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ليس هذا تكريرا ، فإنه قال فيما سبق 
وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله وهذه كفاية خاصة . وفي قوله 
ياأيها النبي حسبك الله أراد التعميم ، أي حسبك الله في كل حال وقال 
ابن عباس    : نزلت في إسلام 
عمر  فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان أسلم معه ثلاثة وثلاثون رجلا وست نسوة ، فأسلم 
عمر  وصاروا أربعين   . والآية مكية ، كتبت بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة مدنية ، ذكره 
القشيري    . 
قلت : ما ذكره من 
إسلام عمر  رضي الله عنه عن 
ابن عباس  ، فقد وقع في السيرة خلافه . عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود  قال : ما كنا نقدر على أن نصلي عند 
الكعبة  حتى أسلم 
عمر  ، فلما أسلم قاتل 
قريشا  حتى صلى عند 
الكعبة  وصلينا معه . وكان إسلام 
عمر  بعد خروج من خرج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى 
الحبشة    . قال 
ابن إسحاق    : وكان جميع من لحق بأرض 
الحبشة  وهاجر إليها من المسلمين ، سوى أبنائهم الذين خرجوا بهم صغارا أو ولدوا بها ، ثلاثة وثمانين رجلا ، إن كان 
 nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر  منهم . وهو يشك فيه . وقال 
الكلبي    : نزلت الآية بالبيداء في غزوة 
بدر  قبل القتال . 
قوله تعالى 
ومن اتبعك من المؤمنين قيل : المعنى حسبك الله ، وحسبك 
المهاجرون  والأنصار    . وقيل : المعنى كافيك الله ، وكافي من تبعك ، قاله 
الشعبي  وابن زيد    . والأول عن 
الحسن    . واختاره 
النحاس  وغيره . ف " من " على القول الأول في موضع رفع ، عطفا على اسم الله تعالى . على معنى : فإن حسبك الله وأتباعك من المؤمنين . وعلى الثاني على إضمار . ومثله قوله صلى الله عليه وسلم : 
يكفينيه الله وأبناء قيلة   . وقيل : يجوز أن يكون المعنى 
ومن اتبعك من المؤمنين حسبهم الله ، فيضمر الخبر . ويجوز أن يكون من في موضع نصب ، على معنى : يكفيك الله ويكفي من اتبعك .