[ قوله تعالى 
ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم قوله تعالى ألم يعلموا يعني المنافقين . وقرأ 
ابن هرمز  والحسن    " تعلموا " بالتاء على الخطاب . 
( أنه ) في موضع نصب ب " يعلموا " ، والهاء كناية عن الحديث . 
( من يحادد الله ورسوله ) في موضع رفع بالابتداء . والمحادة : وقوع هذا في حد وذاك في حد ، كالمشاقة . يقال : حاد فلان فلانا ، أي صار في حد غير حده . 
فأن له نار جهنم يقال : ما بعد الفاء في الشرط مبتدأ ، فكان يجب أن يكون " فإن " بكسر الهمزة . وقد أجاز 
الخليل   nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه    " فإن له نار جهنم " بالكسر . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه    : وهو جيد وأنشد :  
[ ص: 121 ] وعلمي بأسدام المياه فلم تزل قلائص تخدي في طريق طلائح     وأني إذا ملت ركابي مناخها 
فإني على حظي من الأمر جامح 
إلا أن قراءة العامة ( فأن ) بفتح الهمزة . فقال 
الخليل  أيضا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه    : إن ( أن ) الثانية مبدلة من الأولى . وزعم 
المبرد  أن هذا القول مردود ، وأن الصحيح ما قاله 
الجرمي  ، قال : ( إن ) الثانية مكررة للتوكيد لما طال الكلام ، ونظيره ( وهم في الآخرة هم الأخسرون ) . وكذا ( فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها ) . وقال 
الأخفش    : المعنى فوجوب النار له . وأنكره 
المبرد  وقال : هذا خطأ من أجل أن ( أن ) المفتوحة المشددة لا يبتدأ بها ويضمر الخبر . وقال 
علي بن سليمان    : المعنى فالواجب أن له نار جهنم ، فإن الثانية خبر ابتداء محذوف . وقيل : التقدير فله أن له نار جهنم . ف " إن " مرفوعة بالاستقرار على إضمار المجرور بين الفاء و " أن " .