قوله تعالى : 
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم  [ ص: 181 ] فيها عشر مسائل : 
الأولى : قوله تعالى : 
ختم الله بين سبحانه في هذه الآية المانع لهم من الإيمان بقوله : 
ختم الله   . والختم مصدر ختمت الشيء ختما فهو مختوم ومختم ، شدد للمبالغة ، ومعناه التغطية على الشيء والاستيثاق منه حتى لا يدخله شيء ، ومنه : ختم الكتاب والباب وما يشبه ذلك ، حتى لا يوصل إلى ما فيه ، ولا يوضع فيه غير ما فيه . 
وقال أهل المعاني : وصف الله تعالى قلوب الكفار بعشرة أوصاف : بالختم والطبع والضيق والمرض والرين والموت والقساوة والانصراف والحمية والإنكار . فقال في الإنكار : 
قلوبهم منكرة وهم مستكبرون   . وقال في الحمية : 
إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية   . وقال في الانصراف : 
ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون   . وقال في القساوة : 
فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله   . وقال : 
ثم قست قلوبكم من بعد ذلك   . وقال في الموت : 
أومن كان ميتا فأحييناه   . وقال : 
إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله   . وقال في الرين : 
كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون   . وقال في المرض : 
في قلوبهم مرض   . وقال في الضيق : 
ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا   . . وقال في الطبع : 
فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون   . وقال : 
بل طبع الله عليها بكفرهم   . وقال في الختم : 
ختم الله على قلوبهم   . . وسيأتي بيانها كلها في مواضعها إن شاء الله تعالى .