قوله تعالى : فزادهم الله مرضا قيل : هو دعاء عليهم . ويكون معنى الكلام : زادهم الله شكا ونفاقا جزاء على كفرهم وضعفا عن الانتصار وعجزا عن القدرة ، كما قال الشاعر : 
يا مرسل الريح جنوبا وصبا إذ غضبت زيد فزدها غضبا 
أي لا تهدها على الانتصار فيما غضبت منه . وعلى هذا يكون في الآية دليل على جواز 
الدعاء على المنافقين والطرد لهم   ; لأنهم شر خلق الله . وقيل : هو إخبار من الله تعالى عن زيادة مرضهم ، أي فزادهم الله مرضا إلى مرضهم ، كما قال في آية أخرى : 
فزادتهم رجسا إلى رجسهم   . وقال أرباب المعاني : 
في قلوبهم مرض أي بسكونهم إلى الدنيا وحبهم لها وغفلتهم عن الآخرة وإعراضهم عنها . وقوله : 
فزادهم الله مرضا أي وكلهم إلى أنفسهم ، وجمع عليهم هموم الدنيا فلم يتفرغوا من ذلك إلى اهتمام بالدين . 
ولهم عذاب أليم بما يفنى عما يبقى . وقال 
الجنيد    : علل القلوب من اتباع الهوى ، كما أن علل الجوارح من مرض البدن .