قوله تعالى : 
قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا قوله تعالى : 
قل كل يعمل على شاكلته قال 
ابن عباس    : ناحيته . وقاله 
الضحاك    . 
مجاهد    : طبيعته . وعنه : حدته . 
ابن زيد    : على دينه . 
الحسن  وقتادة    : نيته . 
مقاتل    : جبلته . 
الفراء    : على طريقته ومذهبه الذي جبل عليه . وقيل . قل كل يعمل على ما هو أشكل عنده وأولى بالصواب في اعتقاده . وقيل : هو مأخوذ من الشكل ; يقال : لست على شكلي ولا شاكلتي . قال الشاعر : 
كل امرئ يشبهه فعله ما يفعل المرء فهو أهله 
فالشكل هو المثل والنظير والضرب . كقوله - تعالى - : 
وآخر من شكله أزواج   . الشكل ( بكسر الشين ) : الهيئة . يقال : جارية حسنة الشكل . وهذه الأقوال كلها متقاربة . والمعنى : أن كل أحد يعمل على ما يشاكل أصله وأخلاقه التي ألفها ، وهذا ذم للكافر ومدح للمؤمن . والآية والتي قبلها نزلتا في 
الوليد بن المغيرة    ; ذكره 
المهدوي    . 
فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا  [ ص: 290 ] أي بالمؤمن والكافر وما سيحصل من كل واحد منهم . وقيل : أهدى سبيلا أي أسرع قبولا . وقيل : أحسن دينا . وحكي أن الصحابة رضوان الله عليهم تذاكروا القرآن فقال 
أبو بكر الصديق    - رضي الله عنه - : قرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر فيه آية أرجى وأحسن من قوله - تعالى - : بسم الله الرحمن الرحيم 
حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول قدم غفران الذنوب على قبول التوبة ، وفي هذا إشارة للمؤمنين . وقال 
عثمان بن عفان    - رضي الله عنه - : قرأت جميع القرآن من أوله إلى آخره فلم أر آية أحسن وأرجى من قوله - تعالى - : 
نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم   . وقال 
علي بن أبي طالب    - رضي الله عنه - : قرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر آية أحسن وأرجى من قوله - تعالى - : 
قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم   . 
قلت : وقرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر آية أحسن وأرجى من قوله - تعالى - : 
الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون   .