قوله تعالى : 
ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا روى 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري  ومسلم   nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي  عن 
عبد الله  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=835559بينا أنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حرث وهو متكئ على عسيب إذ مر اليهود  فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح . فقال : ما رابكم إليه ؟ وقال بعضهم : لا يستقبلكم بشيء تكرهونه . فقالوا : سلوه . فسألوه عن الروح فأمسك النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يرد عليهم شيئا ; فعلمت أنه يوحى إليه ، فقمت مقامي ، فلما نزل الوحي قال : ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا لفظ   
[ ص: 291 ]  nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري    . وفي 
مسلم    : فأسكت النبي - صلى الله عليه وسلم - . وفيه : وما أوتوا . وقد اختلف الناس في الروح المسئول عنه ، أي الروح هو ؟ فقيل : هو 
جبريل    ; قاله 
قتادة    . قال : وكان 
ابن عباس  يكتمه . وقيل هو 
عيسى    . وقيل القرآن ، على ما يأتي بيانه في آخر الشورى . وقال 
علي بن أبي طالب    : هو ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه ، في كل وجه سبعون ألف لسان ، في كل لسان سبعون ألف لغة ، يسبح الله - تعالى - بكل تلك اللغات ، يخلق الله - تعالى - من كل تسبيحة ملكا يطير مع الملائكة إلى يوم القيامة   . ذكره 
الطبري    . قال 
ابن عطية    : وما أظن القول يصح عن 
علي    - رضي الله عنه - . 
قلت : أسند 
 nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي  أخبرنا 
أبو زكريا  عن 
أبي إسحاق  أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=11842أبو الحسن الطرائفي  حدثنا 
عثمان بن سعيد  حدثنا 
عبد الله بن صالح  عن 
معاوية بن صالح  عن 
علي بن أبي طلحة  عن 
ابن عباس  في قوله : 
ويسألونك عن الروح يقول : الروح ملك . وبإسناده عن 
معاوية بن صالح  حدثني 
أبو هران    [ بكسر الهاء ] 
 nindex.php?page=showalam&ids=17361يزيد بن سمرة  عمن حدثه عن 
علي بن أبي طالب  أنه قال في قوله - تعالى - : 
ويسألونك عن الروح قال : هو ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه . . . الحديث بلفظه ومعناه . وروى 
عطاء  عن 
ابن عباس  قال : الروح ملك له أحد عشر ألف جناح وألف وجه ، يسبح الله إلى يوم القيامة ; ذكره 
النحاس    . وعنه : جند من جنود الله لهم أيد وأرجل يأكلون الطعام ; ذكره 
الغزنوي    . وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي    : وقال بعضهم ، هو ملك من الملائكة بصفة وضعوها من عظم الخلقة . وذهب أكثر أهل التأويل إلى أنهم سألوه عن الروح الذي يكون به حياة الجسد . وقال أهل النظر منهم : إنما سألوه عن كيفية الروح ومسلكه في بدن الإنسان ، وكيف امتزاجه بالجسم واتصال الحياة به ، وهذا شيء لا يعلمه إلا الله - عز وجل - . وقال 
أبو صالح    : الروح خلق كخلق بني آدم وليسوا ببني آدم ، لهم أيد وأرجل . والصحيح الإبهام لقوله : 
قل الروح من أمر ربي أي هو أمر عظيم وشأن كبير من أمر الله - تعالى - ، مبهما له وتاركا تفصيله ; ليعرف الإنسان على القطع عجزه عن علم حقيقة نفسه مع العلم بوجودها . وإذا كان الإنسان في معرفة نفسه هكذا كان بعجزه عن إدراك حقيقة الحق أولى . وحكمة ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له ، دلالة على أنه عن إدراك خالقه أعجز . 
قوله تعالى : 
وما أوتيتم من العلم إلا قليلا اختلف فيمن خوطب بذلك ; فقالت فرقة : السائلون فقط . وقال قوم : المراد 
اليهود  بجملتهم . وعلى هذا هي قراءة 
ابن مسعود    " وما أوتوا " ورواها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقالت فرقة : المراد العالم كله . وهو الصحيح ، وعليه قراءة الجمهور وما أوتيتم . 
وقد قالت اليهود  للنبي - صلى الله عليه وسلم - : كيف لم نؤت من العلم إلا قليلا وقد   [ ص: 292 ] أوتينا التوراة وهي الحكمة ، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ؟ فعارضهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعلم الله فغلبوا . وقد نص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله في بعض الأحاديث : " كلا " يعني أن المراد " بما أوتيتم " جميع العالم . وذلك أن 
يهود  قالت له : نحن عنيت أم قومك . فقال : ( كلا ) . وفي هذا المعنى نزلت 
ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام   . حكى ذلك 
الطبري    - رحمه الله - وقد قيل : إن السائلين عن الروح هم 
قريش  ، قالت لهم 
اليهود    : سلوه عن 
أصحاب الكهف  وعن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15873ذي القرنين  وعن الروح فإن أخبركم عن اثنين وأمسك عن واحدة فهو نبي ; فأخبرهم خبر 
أصحاب الكهف  وخبر 
 nindex.php?page=showalam&ids=15873ذي القرنين  على ما يأتي . وقال في الروح : 
قل الروح من أمر ربي أي من الأمر الذي لا يعلمه إلا الله . ذكره 
المهدوي  وغيره من المفسرين عن 
ابن عباس    .